عزيز المسناوي
تقدم رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب ” رشيد حموني ” بسؤال كتابي الى وزير الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات باعتباره الوزير الوصي على المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “ONSSA” بخصوص الوضيعة الكارثية للمجزرة الجديدة بمريرت التي تهدد صحة و سلامة المواطن المريرتي.
ومما جاء في السؤال البرلماني أن مجزرة مدينة مريرت تعيش وضعية مزرية وكارثية، إذ لا تتوفر على الحد الأدنى من الشروط والمعايير الصحية المعتمدة، كما أن بنيتها متهالكة ومهترئة، وعوض أن تجسد مرفقا عموميا نافعاً، فقد تحولت بالمقابل إلى فضاء عشوائي يضر بالبيئة والصحة العامة، مما ينذر بحدوث عواقب وخيمة في حال عدم التدخل لاستباق الأسـوأ.
هكذا، يقول البرلماني فإن روائح كريهة تنبعث من “الخنادق” التي تصب فيها مخلفات الذبائح، كما تغيب أدنى شروط النظافة، حيث يتم غسل اللحوم بماء متسخ وملوث يتم الإحتفاظ به لمدة طويلة في صهريج بلاستيكي متهالك، وهو الأمر الذي تم توثيقه بالصوت والصورة من طرف بعض المنابر الإعلامية المحلية.
إن هذا الوضع المزري بات يهدد، بشكل جدي وخطير، سلامة وصحة المواطنات والمواطنين بمدينة مريرت، بسبب إستهلاك اللحوم غير المراقبة التي تنقل عبر وسائل نقل قديمة وتفتقر إلى معايير النظافة لتصل إلى “الجزارين”.
وأكد البرلماني في مراسلته إن مجزرة اللحوم بمدينة مريرت صارت تشكل عنوانا لكارثة بيئية وصحية كبيرة يندى لها الجبين، ونحن نثير إنتباهكم إلى ما يمكن أن تخلفه من أمراض وأوبئة وخيمة، بالنظر إلى عدم إستجابتها للمعايير القانونية الجاري بها العمل، حيث تم إعتماد مطمورات للتخلص من المياه العادمة التي تتدفق في “خنادق” ثم حفرها عشوائيا في ظل غياب قنوات الصرف الصحي للمياه، الأمر الذي يتسبب في إنتشار روائح كريهة تخنق الأنفاس، خصوصا خلال موسم الصيف وإرتفاع درجة الحرارة، ناهيك عن خطر وقوع حوادث سقوط المواطنات والمواطنين في تلك الحفرات ذات العمق الكبير، وفي تلك الخنادق المفتوحة بدون بالوعات.
مضيفا، إن مجزرة مدينة مريرت، بهذا الشكل الفظيع، هي إهانة لكرامة الإنسان في هذه المدينة، فهي بمعدات مهترئة، ومياه ملوثة، وأبواب محطمة، وحفر وبرك من الماء والدماء التي تنتشر في كل مكان، وبروائح كريهة وجرذان.
هذا وإختتم البرلماني سؤاله للوزير بناءا على هذا التشخيص والمعاينة، متسائلا عن حيثيات وأسباب الوضعية المزرية التي تعرفها مجزرة مدينة مريرت بإقليم خنيفرة ؟ وساءله أساساً حول الإجراءات التي ستتخذها الوزارة عاجلا من أجل معالجة هذا الوضع الكارثي وتفادي مزيد من تدهوره، وذلك حفاظا على الصحة العامة.