أعلن مرصد “الرباط” للملاحظة والتتبع والتقويم التابع لوكالة بيت القدس الشريف بالرباط عن إحداث منحة”القدس” لدعم حرية الإعلام والصحافة ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية.
ويأتي الإعلان عن هذه المنحة في سياق حماية الصحافيين والعاملين في وسائل الاعلام بكافة تخصصاتهم، وما يتبع ذلك من توفير إمكانيات حماية مصادر الأخبار والمعلومات، وكذا في سياق اختصاصات وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، بصفتها مؤسسة اجتماعية تعمل على حماية القدس الشريف والحفاظ على رصيدها الحضاري كمدينة جامعة لأتباع الديانات السماوية الثلاث.
كما جرى في هذا السياق أمس الإثنين حفل تنصيب جائزة القدس الشريف للتميز الصحفي في الإعلام التنموي في دورتها الأولى 2022، الموجهة لطلاب معاهد الصحافة والإعلام في المغرب وفي القدس بفلسطين، تحت شعار “دورة الصحافية المقدسية الشهيدة شيرين أبو عاقلة “.
وضمت لجنة تحكيم الجائزة، التي يترأسها وزير التربية الوطنية الأسبق عبد الله ساعف، العديد من الأساتذة والباحثين المشتغلين في الصحافة والإعلام بكل من المغرب وفلسطين.
وقال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، بهذه المناسبة، إن المنحة تعد بمثابة ذكرى لتكريم إعلاميين وإعلاميات قضوا دفاعا عن واجب المهنة ولإعلاء قيم الحق والعدالة، مؤكدا أن الراحلة شرين أبو عاقلة أثبتت طيلة مسيرتها المهنية عن التزام مهني وحس إنساني رفيع، لتنتصر للحقيقة .
وأكد الشرقاوي أن اطلاق اسم الصحافية المقدسية على الدورة الأولى من جائزة “القدس الشريف “للتميز الصحفي في الإعلام التنموي ، جاء للمساهمة في تمكين أجيال الصحافيين والصحافيات في القدس وفي فلسطين من تقنيات ومهارات العمل الصحفي الملتزم والآمن في نفس الوقت.
ونوه المدير المكلف بتسيير الوكالة، بالرعاية السامية التي يوليها الملك محمد السادس لهذه المؤسسة، وهو ما مكن من تقديم مبادرات ومشاريع مبتكرة تنفع أهل القدس وتساهم في تعزيز صمودهم أمام تحديات المعيش اليومي، للدفاع عن مقدسات الأمة.
من جهته، جدد سفير دولة فلسطين بالرباط، جمال الشوبكي، التأكيد على الدور الكبير الذي يلعبه جلالة الملك، من خلال لجنة القدس، في الدفاع عن مقدسات الأمة، مؤكدا أن اختيار اسم الشهيدة شرين أبو عاقلة على الدورة الأولى لـ » جائزة القدس الشريف للتميز الصحفي، يندرج في إطار الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة.
ودعا السفير الفلسطيني، في السياق ذاته، وسائل الإعلام والصحافيين الى نقل الحقيقة حول أوضاع المقدسات في فلسطين، مؤكدا على وجوب تكاثف الأمة وتضامنها لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
بعد ذلك، استمع الحضور، عبر تقنية التناظر المرئي، إلى شهادات من شخصيات مقدسية بارزة أكدت فيها على أن إطلاق اسم الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة، على الدورة الأولى لجائزة » القدس الشريف » للتميز الصحفي 2022، تجسيد للتضامن الموصول للمغرب مع الشعب الفلسطيني.
وأعربت هذه الشخصيات عن شكرها وامتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، عن الجهود التي يبذلها جلالته من أجل الدفاع عن القدس، وسكانها، والحفاظ على هويتها الحضارية.
وفي هذا الصدد، عبر المطران منيب يونان عن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في القدس، عن شكره لوكالة بيت مال القدس الشريف على توجيه الدعوة له لحضور هذا التكريم، الذي اعتبره بمثابة تكريم مستحق .
كما أعرب عن امتنانه لجلالة الملك الذي يضع القدس، في جميع مواقفه وخطاباته، في أعلى سلم أولويات جلالته، مشددا على أن القدس في حاجة لأن يستمر الدعم المغربي لها وللمقدسيين.
أما المطران عطا الله حنا، رئيس اساقفة سبسطية الروم الارتودوكس فاعتبر حفل تكريم الصحفية المقدسية شيرين أبو عاقلة، بأنه تكريم للإنسانية وشهادة للحق، معربا عن تقديره للدور الذي يضطلع به مكتب وكالة بيت مال القدس الشريف في القدس، مما يجسد حضور المملكة المغربية النوعي بين أوساط المقدسيين، الذين يحتاجون لكل أنواع الدعم والإسناد في هذه الظروف العصيبة.
كما عبر عن شكره العميق لجلالة الملك الذي كان على الدوام داعما للقدس وأهلها من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، معربا عن شكره لجلالته على هذا التكريم الذي خص به الصحفية المقدسية شيرين أبو عاقلة، من خلال مكتب الوكالة في القدس، وهو المكتب الذي وصف وجوده كقوة ورافعة لمعنويات أهل القدس.
وخلص إلى أن المبادئ التي استشهدت من أجلها الصحافية المقدسية الراحلة لابد أن تلهم الجميع لمزيد من العمل والمثابرة لإعلاء كلمة الحق والعدل والسلام، مشيدا بمناقب الراحلة شيرين وحبها للقضية الفلسطينية وتفانيها في إيصال صوت القضية الفلسطينية إلى كل العالم، مؤكدا أنها كانت تحب مهنتها وتعتبرها رسالتها الإنسانية.
وتهدف هذه الجائزة، التي تندرج في إطار التعاون بين وكالة بيت مال القدس الشريف والمعهد العالي للإعلام والإتصال من جهة، ومعهد الإعلام العصري التابع لجامعة القدس من جهة أخرى ، إلى تعزيز وعي الأجيال الصاعدة بالقضية الفلسطينية وتشجيع طلبة علوم الإعلام والإتصال في المغرب وفي فلسطين على إنجاز أبحاث ودراسات ذات صلة بواقع مدينة القدس وبمستقبلها.