عزيز المسناوي
تنتاب حالة من الإستغراب المواطنين بمدينة مريرت التابعة إداريا لإقليم خنيفرة، بسبب إهمال السلطات المحلية، لمعاناة العشرات من الأشخاص بدون مأوى، المنتشرين بشوارع المدينة، مع موجة البرد، التي تشهدها المملكة خلال هذه الفترة من السنة.
ويشير هؤلاء المواطنون إلى أن الجهات المعنية دأبت، خلال السنوات الماضية، عبر التنسيق مع جمعيات المجتمع المدني بالمدينة، على تنظيم حملات واسعة لإيواء الأشخاص بدون مأوى خلال فصل الشتاء، مع رصد ميزانية لهذا الغرض، بهدف إطعام المعنيين بالحملة التضامنية، من بينهم مختلون عقليا.
مع العلم أن هناك العديد من الحالات التي تتطلب تدخلا مستعجلا من طرف السلطات المحلية بعموم النفوذ الترابي لمدينة مريرت، وهي الحالات التي تستدعي نقلها لتلقي العلاجات الطبية بمستشفى القرب بمريرت، مع الحرص على استنفار كافة المتدخلين، في مقدمتهم مستخدمو مؤسسة الرعاية الاجتماعية التابعة لمندوبية التعاون الوطني بمريرت (دار الطالب التي تبلغ طاقتها الإستعابية 48 تلميذات)، من أجل إعداد المركز الإجتماعي المخصص لإيواء المتشردين، خصوصا أن عددا من الأشخاص بدون مأوى يلجؤون إلى محيط بعض المساجد و المقاهي والساحات الخضراء، وبداخل المحطة الطرقية، عبروا عن استعدادهم للانتقال إلى مراكز الإيواء خلال فصل الشتاء.
وجدير بالذكر أن الوزارة الوصية على قطاع التضامن والإدماج الإجتماعي والأسرة خلال فصل الشتاء من كل سنة، تراسل مسؤولي مؤسسات التعاون الوطني، بربوع المملكة، من أجل استنفار المنسقيات الجهوية والإقليمية، للتدخل المستعجل، بهدف تخفيف معاناة الأشخاص في وضعية الشارع، خلال فصل الشتاء، وتنزيل البرنامج التشاركي المعد لهذا الغرض، تحت إشراف مصالح وزارة الداخلية، ومصالح وزارة الصحة، والجمعيات المعنية، والمجالس المنتخبة، عبر استغلال الوسائل اللوجيستيكية التي تتوفر عليها هذه الجماعات الترابية، في إنجاح حملة إيواء الأشخاص بدون مأوى خلال فصل الشتاء، وتوفير المزيد من الفضاءات المخصصة لإستقبالهم، ناهيك عن توزيع عدد من الأغطية على المستفيدين من الحملة، وتمكينهم من عدد من الخدمات الطبية، في وقت باتت السلطات المحلية بمدينة مريرت، مطالبة بالإنتباه للعدد المتزايد من المختلين عقليا، والتحرك الإستباقي للتحكم في الظاهرة، عبر إيواء الحالات التي تشكل خطرا على المواطنين بالمركز الصحي المعد لهذا الغرض.