أيام قليلة تفصلنا عن نهاية السنة الميلادية ، والكثير في هذه اللحظات يتذكر إنجازاته الفارطة، ويضع تقييما لها ، أو يضع مخططا لإنجازاته اللاحقة ويستعد لها ، وهذا شىء جميل للغاية ، ولا عيب في ذلك ، ما دامت حياتنا ، أعمالنا ، ومدارسنا مرتبطة بهذا التقويم ، لكن ما علاقة المغاربة بالاحتفال بنهاية السنة ؟ ، وماعلاقة المسلمين بالاحتفال بميلاد المسيح ؟ ، بغض النظر عن صحة التاريخ أم لا ، وجواز الاحتفال به من عدمه . يعتبر التقويم الميلادي ، الأكثر دقة والمعتمد في العالم الغربي ، وفي أغلب الدول العربية ، ويرجع الاحتفال برأس السنة الميلادية لأكثر من أربعة ألاف عام منذ الحضارات القديمة ، ومن يؤيد ذلك يعتبرونه أمرا عاديا ، بدعوى تقارب الديانات والتسامح ، وآخرون يعتبرونه فرصة لإصلاح الأخطاء القديمة ، والتصالح مع الذات ، وبداية جديدة ، مع الاهل والأصحاب ، ومن جانب آخر نجد فئة يعرضون عن الاحتفال بالسنة الميلادية ، بقولهم أن ذلك حرام ، وأن هذه البلوى اتسع رقعها ، وانتشرت وذاعت من غير أن يعي معظم الناس بخطورتها، وأنه لا يجوز مشاركة غير المسلمين في أعيادهم وطقوسهم .وتختلف طقوس الاحتفال بالسنة الميلادية ( الوناني ) في المغرب باختلاف طبقات المجتمع ، من جانب ، نرى من يقضي الليلة مع أسرته بمشاهدة التلفاز وتناول الحلوى ، ومن جهة اخرى ، نرى من تجره قدماه إلى ملهى ليلي مع أصدقائه بحثا عن المتعة ، وفي النهاية ، ينتهي به المطاف في الشارع أو في قسم الشرطة بسبب فوضى أو شجار قام به دون دراية .بعيدا عن الجدل القائم بين المؤيدين والمعارضين ، نجد أن الشرع يقول كلمته ويحسم الأمر بأنه لا يجوز لأحد من المسلمين مشاركة أهل الكتاب في الاحتفال بأول السنة الميلادية ، ولا تهنئتهم بهذه المناسبة ، لأن العيد من جنس أعمالهم التي هي دينهم الخاص بهم ، أو شعار دينهم ، والمسلمون منهيون عن موافقتهم في أعيادهم ، دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار .
اعلان
اعلان
اعلان