عنوان المقال: تهميش الفنانين في مهرجانات سوس ماسة والجهات الجنوبية: بين الواقع والمسؤولية
في ظل التحديات التي يواجهها الفنانون في جهة سوس ماسة والجهات الجنوبية الثلاث، يبرز موضوع التهميش الممنهج في المهرجانات كإحدى القضايا الحساسة التي تحتاج إلى نقاش جاد وشفاف. رغم أن هذه المناطق تزخر بتراث ثقافي وفني غني ومتنوع، إلا أن هناك سياسة واضحة للإقصاء تتبعها بعض الجهات المسؤولة، مما يثير التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه السياسة ومن يتحمل مسؤوليتها.
في البداية، يجب أن نعترف بأن الفنون تعد من أهم الركائز الثقافية التي تعكس هوية المجتمع وتساهم في تنميته. وبناءً على ذلك، فإن تهميش الفنانين المحليين يعد تهميشاً للهوية الثقافية بحد ذاتها. وما نشهده اليوم من إقصاء للفنانين في جهة سوس ماسة والجهات الجنوبية من المشاركة في المهرجانات المحلية و الوطنية، يعد انعكاساً لسياسة غير عادلة تجاه هذه المناطق.
إن الجهات المسؤولة عن تنظيم المهرجانات، سواء كانت مؤسسات حكومية أو منظمات ثقافية، تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية في هذا الإقصاء. فالتوجه إلى استقطاب فنانين من خارج هذه المناطق على حساب الفنانين المحليين، يعكس عدم تقدير للإبداع المحلي وإهمالاً لتطوير المواهب الناشئة في هذه المناطق.
كما أن المجتمع المدني والمنظمات الفنية في هذه المناطق تتحمل هي الأخرى جزءاً من المسؤولية، حيث يجب أن تكون أكثر صراحة في مطالبة بحقوق الفنانين المحليين والدفاع عنهم في وجه هذه السياسات الإقصائية. كما ينبغي على الفنانين أنفسهم أن يكونوا أكثر تنظيماً وتوحيداً لصفوفهم من أجل إيصال صوتهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة.
من جهة أخرى، لا يمكن إغفال الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في تسليط الضوء على هذه القضية وإثارة النقاش حولها. فالحديث عن هذا الموضوع في الإعلام يسهم في زيادة الوعي لدى الجمهور ودفع الجهات المسؤولة إلى إعادة النظر في سياساتها.
في الختام، يجب أن ندرك أن التهميش والإقصاء في المهرجانات لن يخدم الفن ولن يساهم في تطويره، بل سيؤدي إلى تراجع الثقافة والفنون في هذه المناطق الغنية بتراثها. لذلك، ندعو كافة الجهات المسؤولة إلى مراجعة سياساتها وتوفير الفرص المتساوية لكافة الفنانين، مع إعطاء الأولوية للفنانين المحليين الذين يعكسون هوية وثقافة مناطقهم.