احتلت الصورة خلال الأيام الأخيرة أحداث الصراع الدولي بين روسيا و الغرب.
فبعد الحديث عن محاولة تفجير إطار سيارة ليموزين بوتين، يأتي الرد مباشرة و خلال 24 ساعة لحادثة السير و الإصطدام التي تعرضت لهما سيارة الرئيس الاوكراني زلنسكي دون أن ننسى ما تعرضت له سيارة الرئيس الأمريكي بايدن .
وهذا يدل على أن لروسيا إمكانية الوصول إلى الرئيس الأوكراني و بسهولة في الوقت و المكان المناسبين لأن القيادة العامة للقوات الروسية أكدت أن الوصول إليه يتجاوز 99./. ، لكن بوتين يرفض بشكل قطعي إغتياله لعدة أسباب متعلقة برهانات دولية كبرى تتجاوز أوكرانيا و تدخل في صميم النظام الدولي الجديد متعدد الأقطاب التي يرومه بوتين، لذا نرصد بعضا من هذه الأسباب :
1- تسويق بوتين لنفسه كرجل دولة ذي قيمة عالمية ما دام زلنسكي يمتلك شرعية ديمقراطية و انتخابية و معترف به دوليا، و اغتياله يعتبر خرقا للقانون الدولي و ضارب لأعراف الحرب.
2- الرغبة في إطالة أمد الحرب من طرف بوتين للوصول إلى التغييرات المطلوبة في النظام الدولي الجديد الذي قد يفرزه انتصار روسيا ، والذي تعاكسه واشنطن.
3- عدم إنتاج رمز للمقاومة الاوكرانية التي تفتقدها في الوقت الحالي، و اغتيال زلنسنكي سيشعل وهجها و ينتج أيقونة لها و شهيدا و رمزا لها قد تصل في السنوات القادمة إلى القرم و استرجاع المناطق التي احتلتها روسيا.
4- عدم إعطاء شرعية لحزب ” النيونازية/النازية الجديدة” حسب تعبير بوتين الذي يتزعمه زلنسكي.فالرئيس الروسي يريد صفقة دولية تكون من نتائجها استسلام الرئيس الأوكراني لإهانته و الحفاظ على الحدود الحالية التي أفرزتها معادلة الحرب رغم الخسارة التي مني بها بوتين في خاركييف في الأيام الأخيرة.
5-تعبير روسيا عن مطالبها الترابية في أوكرانيا و النأي عن إغتيال زلنسكي الذي أضحى مكشوفا في تحركاته من طرف المخابرات، حيث تم رصده و هو يرفع العلم الأوكراني في ايزيوم التي استرجعتها أوكرانيا من روسيا في الشرق و لم يتم اغتياله.
6- تعبير الزعيم الشيشاني رمضان قاديروف عن إمكانية الوصول برا إلى زلنسكي، لكنه لم يتلق الضوء الأخضر من بوتين!!!
7- خوف بوتين من المتابعة الدولية كمجرم حرب من طرف المحكمة الجنائية الدولية.
إن عدم إغتيال زلنسكي قرار من بوتين نابع من أن أوكرانيا مجرد لعبة لصراعات دولية كبرى بين روسيا و الولايات المتحدة و القوى التي تدعم كل طرف، ستفرز لا محالة معادلة الحرب نتائجها.