على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي ” فايس بوك”، أورد الاعلامي الكبير والخلوق محمد بنحليمة قصة مشوقة و حقيقية وقعت لاحد أصدقائه، نقلها لنا حرفيا بقوله نقلا عن صديقه :
“هذه واقعة حقيقية وغريبة وقعت لي وأود ان اطلع عليها من يود القراءة.
في خريف سنة 2017 غيرت محل سكني واستقر بي المقام انا واسرتي في عمارة تجاورها ساحة خلاء تعيش فيها مجموعة من الكلاب الضالة .
هذه الكائنات لا تقرب من البشر ابدا ولا تعتدي على احد ، بل تقتات من حاويات القمامة وتشرب الماء الملوث ، وتتوالد وتعتني بجرائها .
وقد ساءني حالها واشفقت عليها فأصبحت امدها ببقايا الطعام من منزلنا واقدم لها الماء الصالح للشرب ، فكانت تفرح بذلك وتتمسح بي كأنها تشكرني على اطعامها . كما اني كنت انشرح لمشاهدتها وقد ملئت بطونها وشبعت رغم اني لم اعطها سوى )الشياطة والخبز اليابس( وأقول في نفسي ان ما اعمله هو في سبيل الله وتعاطفا مع هذه الكائنات التي خلقها الله لتعيش مثلنا ، رغم انها تعيش ” حياة الكلاب “.
لن اطيل عليكم وابوح بالمهم : ففي احد الأيام من شهر فبراير البارد وانا عائد الى منزلي متأخرا وراجلا بعد ان قذف بي القطار ، ومع الاقتراب من منزلي والدرب خال من المارة ، اعترض طريقي شخصان تظهر عليهما علامات الاجرام ، حيث ان احدهما وجهه مشرط والثاني عيناه محمرتان من فرط تناول المخدرات كما يظهر، واشهرا في وجهي سيفا متوسط الحجم وطلبا مني اعطائهما كل ما املك والا سينفدان القتل في حقي .
طبعا استجبت في الحين وقلت لهما سأعطيكما كل شيء لكن لا تمسا جسدي ولن اشتكي بكما لأية جهة .
وما ان هممت بمدهما بمحفظة النقود حتى سمعت نباحا قويا ورأيت سربا من الكلاب التي عرفت هويتها في الحين وهي قادمة بسرعة خارقة وغير معهودة نحونا ، بل نحو اللصين في مشهد جد غريب حيث اتجهت نحوهما محاولة الانقضاض عليهما …اللصين خافا بالطبع وهربا نحو دراجة نارية وضعاها غير بعيد من المكان ولاذا بالفرار.
اما انا وفي غمرة حالة الرعب التي عشتها لم اصدق ما حدث !!!! كيف عرفت الكلاب التي كنت اعطيها )الشياطة والخبز اليابس ( كيف عرفت انني اتعرض للخطر وجاءت لانقادي ، بل وذهبت بعد ذلك لحال سبيلها دون ان تنتظر مني ان اشكرها او اقدم لها مقابل. سؤال سيظل دون جواب !!!
المهم انه منذ ذلك اليوم صرت احترم الكلاب واقدر وفاءها ، وصرت اشتري لها اكلا مناسبا عوض الشياطة واتفقد احوالها يوميا . اما هي فلا تزداد سوى وفاءا لي وتكون دائما في استقبالي قرب اقامتي ولا تذهب الى الساحة المجاورة الا بعد ان ادخل الإقامة.
هذا خلق الله وسبحان من خلق “