قال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إن تدبيرا ناجعا للتحديات المتنامية التي تواجه العالم اليوم يمر عبر تعزيز العمل متعدد الأطراف وإصلاح المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
وأكد هلال، خلال مداخلته، اليوم الخميس بجنيف، في إطار الجلسة العامة الافتتاحية لمنتدى كرانس مونتانا، أن إصلاح الأمم المتحدة، لاسيما مجلس الأمن، بما يستدمج التغيرات الدولية المتراكمة منذ منتصف القرن العشرين، أضحى ضرورة لا غنى عنها لتمكين المجموعة الدولية من مواجهة الإشكاليات المعقدة التي ترهن مستقبلها.
وأوضح أن التاريخ حافل بالدروس لفهم ما يعيشه العالم اليوم. فكل بدايات القرون كانت طافحة بالتوترات والمخاضات الصعبة التي تنتج عالما من الهشاشات والحروب، ما يسائل القدرات الفردية والجماعية على الفهم.
واستعرض الدبلوماسي المغربي لوحة قاتمة، من تفاصيلها عودة الحرب إلى قلب أوروبا، وتفاقم الوضع الأمني في منطقة الساحل، أزمات وبائية، طاقية، غذائية.. إلخ، لكنه نبه إلى أبعاد أعمق للأزمة تخص احتدام “أزمة الثقة بين الدول” وخلل الآلية متعددة الأطراف، بما يعزز التخوف تجاه مخاطر باتت كونية بطبيعتها.
وأردف بالقول في المقابل إن الوضع القائم لا يمنع من النظر أبعد نحو بدائل أفضل للراهن الدولي، وهو تفاؤل يجسده “الفاعلون الجدد الذين يتنامى نشاطهم لحسن الحظ”. يتعلق الأمر بالمجتمع المدني الذي بات يمد نشاطه ليتكفل أحيانا بقضايا تخلت عنها بعض الدول نفسها، على غرار قضايا البيئة والتنمية المستدامة، وانبثاق الشباب كقوة فاعلة في المجال السياسي ومختلف المستويات القيادية.