
تستمر الآلة التدميرية الإسرائيلية في ضرب البنى التحتية و تصفية الأبرياء في غزة لمدة تناهز سبعة أشهر انتفت فيها كل مظاهر الحياة و الإنسانية في هذا الشبر من فلسطين الذي يأوي حوالي 02 مليون نسمة . وقد عرى هذا العدوان على إنتقاءية الغرب و إعلان عن نهاية منظوماته القيمية و الحقوقية التي أفرزتها نهاية الحرب العالمية الثانية التي سوقت لحقوق الإنسان و محاكمة الجرائم الإنسانية. لقد تتبع العالم يوم عيد الأضحى المبارك اغتيال إسرائيل للأبناء الثلاثة لزعيم حركة حماس ( أمير و محمد و حازم ) و أسرهم و ذلك عبر مسيرة ( درون ). و قد خلفت العملية ستين قتيلا. السياق العام لهذه الضربة مرتبط في ما يجرى على ساحة المعارك في غزة و المفاوضات التي تجريها حماس في القاهرة لما يسمى بالوقف المؤقت لإطلاق النار . فالملاحظ أن أغلبية الكتائب الإسرائيلية قد إنسحبت من غزة لتمرير و قف إطلاق النار و لم تتبق إلا كتيبة ” نحال ” التي تفصل شمال غزة عن جنوبها لمنع عودة اللاجئين و قد تأثرت مؤخرا في معركة نيتسريم بعد مقتل أحد قياداتها. فالانسحاب هو فخ تكتيكي للصدمة القادمة لمعركة نيتسريم و دخول رفح مثيل ما تم القيام به في معركة مشفى الشفاء التي أخطأت فيها قوى المقاومة . فتصفية أبناء اسماعيل هنية هو محاولة للضغط على الجناح السياسي لحماس بالخارج لتقديم تنازلات في مفاوضات القاهرة و خلق تصدع مع الجناح الميداني / العسكري الذي يقوده يحي السنوار في ساحة المعركة .و هي لعبة إسرائيلية لتأجيج التناقضات داخل المقاومة .فقد لوحظ أيضا سحب القوات من خان يونس التي تعتبر معقلا للمقاومة المسلحة . فالدولة العبرية تستعمل كل الطرق للوصول الى أهدافها . وقد استعملت الاقمار الصناعية بدعم أمريكي للتجسس وضرب القيادات الفلسطينية و الضغط للوصول الى وقف مؤقت للحرب وهي رغبة من بايدن حتى لا تتأثر شعبيته في الانتخابات القادمة. فهل ستنجح مناورات إسرائيل في الوصول الى الاهداف.أم أن المقاومة ستنتصر ؟؟