
أخنوش يفتتح المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي: استراتيجية وطنية فعالة وأخلاقية لتحقيق التنمية البشرية
منبر24
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أمس الثلاثاء، في افتتاح أشغال المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن انعقاد هذا اللقاء يعكس الإرادة الجماعية لوضع الذكاء الاصطناعي في صلب السياسات العمومية، متماشياً مع الطموح الوطني لتنزيل استراتيجية وطنية فعالة وأخلاقية تخدم التنمية البشرية الدامجة والمستدامة.
وأوضح أخنوش أن العالم يشهد اليوم ثورة تكنولوجية كبرى تعيد تشكيل الاقتصادات وأنماط الحياة، مشيراً إلى الفرص الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، في مقابل التحديات المتعلقة بالسيادة الرقمية، والعدالة الاجتماعية، وحماية المعطيات، والأخلاقيات.
وشدّد على أن المغرب تبنّى الحداثة الرقمية من خلال استراتيجية “المغرب الرقمي 2030”، التي خصصت لها الحكومة ميزانية تصل إلى 11 مليار درهم، بهدف بث دينامية جديدة في الاقتصاد الرقمي، وتحفيز التشغيل، وتكوين 100 ألف شابة وشاب في المجال الرقمي، وخلق 240 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030.
وأبرز رئيس الحكومة أن الذكاء الاصطناعي أصبح رافعة استراتيجية لإحداث تحولات جذرية في الاقتصاد والمجتمع، مشيراً إلى مساهمته في قطاعات الصحة من خلال تحسين التشخيص والعلاج، وفي الفلاحة عبر تحسين إدارة الموارد المائية ومردودية الإنتاج، وكذلك في التعليم عبر تقديم آليات بيداغوجية مبتكرة تقلل من الهدر المدرسي وتحسّن جودة التعلم.
ورصد أخنوش مفارقة الذكاء الاصطناعي بين تعزيز القدرة التنافسية واقتناص الفرص الاقتصادية من جهة، وتهديد بعض الوظائف واستدامتها من جهة أخرى، مشدداً على أن تبنيه بات رهاناً حاسماً لمواكبة التحولات العالمية.
كما نبه إلى التحديات الأخلاقية المرتبطة باستعمال الذكاء الاصطناعي في تزييف المعلومات والتلاعب بها، مما يهدد أسس المجتمعات والقيم الأصيلة، داعياً إلى مواجهة هذه التحديات من خلال جهد جماعي وتنسيق شامل يستثمر في الموارد البشرية والبحث والتكوين.
وأكد على أهمية وضع قواعد واضحة لحكامة الذكاء الاصطناعي تحمي المعطيات وتمنع الاستعمالات الضارة، عبر تعاون مستمر بين الحكومات والقطاع الخاص والجامعات والمجتمع المدني.
وختم أخنوش بأن هذه المناظرة تمثل محطة هامة لترسيخ السيادة التكنولوجية وبناء ذكاء اصطناعي مسؤول ودامج يدعم التنمية الوطنية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي، ورئيس مجلس المستشارين محمد ولد الرشيد، وعدد من أعضاء الحكومة ورؤساء المؤسسات والسفراء.
وتنظم المناظرة تحت شعار “استراتيجية ذكاء اصطناعي فعالة وأخلاقية في خدمة مجتمعنا”، بهدف تحديد ملامح استراتيجية وطنية سيادية تتناسب مع احتياجات السكان والقطاعات الاستراتيجية، وتتماشى مع التوجيهات الملكية السامية.
ويتضمن برنامج المناظرة شقين: الأول جلسات تقنية وورشات وعروض للمقاولات الناشئة المبتكرة، والثاني يركز على الأبعاد السياسية والتعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.