قاسم حدواتي
يظهر جليا أن المعاناة التنظيمية لـفرع حزب الميزان ببوعرفة بإقليم فجيج مستمرة، ولن تعرف لها نهاية، فبعد نزيف الإنسحابات الوازنة التي عرفها الفرع، والتي كان أبرزها التحاق عدد من أعضاء مكتبه وكذا منخرطيه، بحزب الأصالة و المعاصرة، فالخلافات الحادة داخل فرع حزب بركات، ليست مجرد مناوشات أو إشاعات يمكن السيطرة عليها بحوار داخلي، كما يدعي البعض، بل هي تراكم كبير من الأخطاء التي اعترت طريقة تدبير الشأن الداخلي والتي خلقت توترات كانت نتيجتها الإعلان كل مرة عن الانسحابات الجديدة من هياكله.
وفي هذا السياق أعلنت أسماء وازنة بالتنظيم، إنسحابها بشكل نهائي، مبررة قرارها بأنه احتجاجا على ما وصفته بـ” سوء التسير و الإرتجالية في ٱتخاذ القرارات… التي يعيشها هذا التنظيم منذ سنوات، والتي زاغت به عن أهدافه التي تأسس عليها.
كما أكدوا أن هذه الإنسحابات تأتي كموقف من سوء تدبير المؤسسة التابعة للحزب، وكذا للخلافات التي تقع بين مسيريه المسؤولين عن تدبير الشأن، وهذا لا يتماشى مع مصالح المواطنين.
و في ٱتصال أجريناه مع مسؤول بحزب الجرار، فيما يخص ٱلتحاق المنسحبين من حزب الاستقلال وكذا بعض الأحزاب الأخرى، أكد لنا أن الحزب ليس تنظيما ستالينيا يضرب بطوق من حديد ونار على أبنائه، ولا يضره في شيء الإنسحابات هنا أو هناك، بقدر ما يهمه أن يكون الانتماء إليه عن اقتناع بعيدا عن أساليب الترغيب أو الترهيب.
وأضاف أن ذلك يعود إلى غياب مفهوم الديمقراطية المرتبطة بالمؤسسات، وحصر مفهوم التعاقد في الولاء للزعيم وشيوخ الجماعة، والانتصار لأبناء الجماعة ضد باقي المنتسبين للحزب.
فيما وصف متابعون للشأن السياسي الإقليمي، أن هذه الإنسحابات، بالضربة الموجعة للحزب، خصوصا أنها أتت قبيل الإستحقاقات الإنتخابية بشهور قليلة.
و من مصادر مطلعة، أكدت أن أعضاء أخرين بارزين من فرع حزب الإستقلال، من المتوقع التحاقهم كذلك بحزب الجرار، في الأيام القليلة المقبلة.