منبر 24
دخلت سلطات عمالة مقاطعات أنفا في مدينة الدار البيضاء في حوار مع سكان وتجار “المدينة القديمة” بمنطقة سيدي بليوط، وسط حالة من الترقب والغضب بسبب تهديدات بهدم محلاتهم ومساكنهم دون تعويض، عقب قرارات ترحيل مرتقبة.
وانطلقت منذ مطلع الأسبوع الجاري لقاءات بين السلطات المحلية، ممثلة في قائد الملحقة الإدارية، وبعض قاطني وشاغلي المباني والمحال التجارية التي تشملها قرارات الهدم، في محاولة لإقناعهم بقبول الخطوة. ووفق مصادر محلية، طلبت السلطات من بعض السكان والتجار إعداد وثائقهم الإدارية تمهيدًا لبدء عملية الهدم والترحيل، فيما منحت مهلة لآخرين إلى حين نهاية الموسم الدراسي حفاظًا على استقرار أبنائهم.
غير أن هذه الخطوات لم تلقَ ارتياحًا في صفوف الساكنة، حيث عبّرت فعاليات مدنية عن مخاوفها من تفكيك النسيج المجتمعي بالمنطقة، معتبرة أن الحوار الجاري يفتقر إلى الشفافية وضمانات التعويض، ويتجاهل البدائل السكنية والتجارية للمتضررين، مما قد يؤدي إلى تشريد العائلات وحرمانها من سبل العيش.
وفي خضم هذا التوتر، كشفت مصادر مطلعة أن السلطات رفضت تسلم نسخة من طعن قضائي قدمته عائلة المقاوم المانوزي، ضد قرار هدم عمارة سكنية تقطنها عدة أسر، بينما أجلت المحكمة الإدارية النظر في القضية إلى الأسبوع المقبل لاستكمال إجراءات التبليغ.
أمام هذا الوضع، يتدارس السكان المتضررون تشكيل تنسيقية للدفاع عن حقوقهم، ومواجهة ما يصفونه بسياسة فرض الأمر الواقع، مطالبين بتدخل مؤسسات الدولة لإيجاد حلول عادلة تحفظ لهم كرامتهم وتراعي حقوقهم في السكن والتعويض، بدل دفعهم إلى الهجرة القسرية خارج مركز المدينة.
