
✍️ بقلم: عبدالرزاق زيتوني – منبر24
رصد التلسكوب الكبير جدا التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، كوكبا جديدا أُطلق عليه اسم “ويسبيت 2 ب”، تبلغ كتلته نحو خمس مرات كتلة كوكب المشتري، ويدور حول نجم أصغر عمرا من الشمس.
وقد التقط التلسكوب صورا فريدة للكوكب داخل قرص غباري يحيط بنجمه المضيف، حيث يظهر وهو يلتهم الغاز والغبار خلال مساره. وقاد هذا الاكتشاف فريق علمي دولي بقيادة ريشيل فان كابيلفين من جامعة “لايدن” الهولندية، وبمشاركة باحثين من جامعتي “غالواي” الإيرلندية و”أريزونا” الأمريكية، باستخدام أداة “سفير” المتطورة التي تتيح حجب ضوء النجم وتصحيح تشوهات الغلاف الجوي للحصول على صور فائقة الدقة.
وبحسب المنصة الرسمية للمرصد الأوروبي الجنوبي، فإن هذه الصور تعد الأولى من نوعها التي توثق وجود كوكب حديث النشأة داخل قرص نجمي متعدد الحلقات. ويظهر المشهد في الفضاء كما لو كان انفجارا، لكنه في الحقيقة تصوير نادر لعملية ولادة كوكب.
ويشير العلماء إلى أن الكواكب تتشكل في هذه الأقراص الغبارية المحيطة بالنجوم، حيث تبدأ بجسيمات دقيقة تتجمع بفعل الجاذبية لتكوين كتل أكبر تجذب المزيد من المادة، قبل أن تتحول إلى أجنة كوكبية. وتُعتبر الحلقات المرصودة في هذه الأقراص دليلا على وجود كواكب جديدة تشق طريقها عبر الغبار أثناء نموها.
ويُذكر أن التلسكوب الكبير جدا يُعد من أضخم مشاريع الرصد الفلكي المعاصرة، ويقع على جبل “بارانال” في صحراء أتاكاما شمال تشيلي، وهي واحدة من أنقى بقاع العالم لمتابعة السماء. ويتألف من أربع تلسكوبات رئيسية بقطر 8.2 أمتار لكل منها، إضافة إلى أربع تلسكوبات مساعدة بقطر 1.8 متر، مما يمنحه قدرة هائلة على رصد أدق التفاصيل في أعماق الكون.