منبر 24
في ندوة “واقع الإعلام المغربي.. رؤية استشرافية”، التي نظمتها جمعية الأكاديمية الدولية للتكوين والمواكبة، أكد عبد الله البقالي، الكاتب الصحافي، أن “الخبر الزائف يشكل تحديًا حقيقيًا للإعلام، حيث ينتشر بسرعة ويصعب تكذيبه، مما يخلق رأيًا عامًا ملوثًا”، مشيرًا إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت في ظل غياب الإعلام العمومي فضاء لبث الفوضى. وأضاف البقالي أن الإعلام العمومي، الذي يعد من ركائز التعددية، يعاني من غياب دور حقيقي في هذا الصدد.
وأشار البقالي إلى أن التحولات الرقمية تسببت في تعميق أزمة الثقة في المؤسسات التقليدية مثل الأسرة والمدرسة، ما يجعل الإعلام في المغرب يواجه تحديات كبيرة. كما تحدث عن أهمية العمل على تقنين هذه التحولات عبر إصلاح القوانين بشكل مستمر وضبط الضوابط الأخلاقية، بالإضافة إلى تعزيز التكوين المستمر للموارد البشرية في مجال الإعلام.
من جانبه، تحدث الإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس عن معضلة اللغة في الإعلام، مشيرًا إلى أن الكلمات لم تعد قادرة على التعبير عن التغيرات الراهنة، موضحًا أن العالم كله يعيش أزمة إعلامية تؤثر على جميع المجالات.
وفي إطار النقاشات التي شهدتها الندوة اقترح الإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس مجموعة من الحلول لمعالجة الأوضاع الصعبة التي يمر بها الإعلام بالمغرب. وأبرز هذه الحلول كان تعزيز الشفافية في مسألة الإعلانات ومعالجة أزمة أجور الصحافيين التي تُنتج “ثلة من الأثرياء وجيش من الفقراء” في الوسط الإعلامي. كما شدد كوكاس على ضرورة معالجة ضعف التمويل واستقلال المؤسسات الإعلامية، مشيرًا إلى أن البنية الإعلامية بالمغرب تفتقر إلى نموذج مقاولاتي ناجح. كما دعا إلى دعم استقلال الخطاب الإعلامي، وتحسينه، فضلاً عن الاستثمار في الرقمنة والتكوين المستمر للصحافيين.
من جهة أخرى، أكدت ورقة قدمها المنظمون أن الإعلام في المغرب يحتل مكانة دستورية هامة، تطورت على مر السنين وفقًا للمراجعات الدستورية المختلفة التي عرفها المغرب، حيث كانت الدساتير المغربية تكرس مواد وفصولًا خاصة بالإعلام، بدءًا من دستور 1908 وصولًا إلى الدستور الجديد لسنة 2011.
