منبر 24
أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، يوم الجمعة، إقالة المدرب دوريفال جونيور من منصبه، وذلك عقب الهزيمة القاسية التي تعرض لها المنتخب البرازيلي أمام نظيره الأرجنتيني بنتيجة 1-4، في الجولة الـ14 من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
وجاء في بيان الاتحاد عقب اجتماع مع المدرب: “لم يعد دوريفال جونيور مسؤولًا عن المنتخب البرازيلي. نشكره على جهوده ونتمنى له التوفيق في مسيرته”. وأضاف البيان أن الاتحاد سيبدأ على الفور البحث عن مدرب جديد لقيادة المنتخب.
تولى دوريفال (62 عامًا) تدريب المنتخب في يناير 2024 خلفًا للمدرب المؤقت فرناندو دينيز، لكنه لم يتمكن من تحقيق نتائج إيجابية خلال مسيرته في التصفيات. وتحتل البرازيل، المتوجة بكأس العالم خمس مرات، المركز الرابع في تصفيات أميركا الجنوبية بفارق 10 نقاط عن الأرجنتين المتصدرة، التي ضمنت تأهلها إلى النهائيات.
وتساوت البرازيل في النقاط مع أوروغواي (الثالثة) وباراغواي (الخامسة) برصيد 21 نقطة، فيما تحتل الإكوادور المركز الثاني بفارق نقطتين. وبموجب نظام التصفيات، تتأهل أول ستة منتخبات مباشرة إلى المونديال، بينما يخوض صاحب المركز السابع ملحقًا عالميًا. ومن المقرر أن تواجه البرازيل الإكوادور خارج أرضها، ثم تستضيف باراغواي في يونيو المقبل.
كان قرار إقالة دوريفال متوقعًا بعد الهزيمة المدوية في بوينس آيرس، حيث أقر المدرب بعد المباراة قائلاً: “لم يكن أحد يتوقع ما حدث اليوم، وأنا أتحمل المسؤولية بالكامل”.
وتولى دوريفال قيادة “السيليساو” بعد نجاحه في الفوز بلقبين محليين مع فلامنغو وساو باولو. وكان تعيينه قد جاء بعد أشهر من التكهنات حول احتمال التعاقد مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد الإسباني.
ووفقًا لوسائل الإعلام البرازيلية، فإن أنشيلوتي لا يزال أحد الأسماء المطروحة لخلافة دوريفال، إلى جانب المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، الذي يقود حاليًا الهلال السعودي، ومواطنه أبيل فيريرا، مدرب بالميراس البرازيلي. إلا أن أنشيلوتي نفى هذه التكهنات، مؤكدًا التزامه بعقده مع ريال مدريد حتى يونيو 2026، رغم إقراره بحبه للبرازيل وجماهيرها.
بدأت حقبة دوريفال بفوز ودي على إنجلترا في ويمبلي بهدف سجله الموهبة الشابة إندريك، ما أثار آمال الجماهير في انطلاقة جديدة. لكن هذه الآمال سرعان ما تبددت بسبب الأداء المتواضع في كوبا أميركا 2024، حيث اجتازت البرازيل دور المجموعات بفوز وحيد وتعادلين، قبل أن تودع البطولة من ربع النهائي بركلات الترجيح أمام أوروغواي بعد تعادل سلبي.
وجاءت الهزيمة أمام الأرجنتين، بالإضافة إلى نتائج مخيبة أخرى مثل الخسارة أمام باراغواي (0-1) والتعادل مع فنزويلا (1-1)، لتؤكد تراجع مستوى المنتخب تحت قيادة دوريفال.
كما أثار الأداء المتواضع استياء الجماهير، خاصة بسبب فشل المدرب في استخراج أفضل ما لدى نجوم المنتخب، مثل فينيسيوس جونيور، رودريغو، ورافينيا. كما افتقد الفريق للروح القتالية واللمسة الفنية التي اشتهرت بها الكرة البرازيلية.
كان غياب نيمار، الهداف التاريخي للبرازيل، أحد العوامل التي زادت من معاناة دوريفال. اللاعب البالغ من العمر 33 عامًا عاد إلى ناديه الأم سانتوس بعد إصابة خطيرة في الركبة، لكنه لم يشارك في آخر مباراتين للمنتخب بسبب مشاكل عضلية، ما حرم البرازيل من أحد أهم عناصرها الهجومية.
أمام المدرب القادم للبرازيل مهمة شاقة لإعادة الفريق إلى مستواه المعهود، خاصة مع تراجع نتائج المنتخب منذ خروجه من ربع نهائي مونديال 2022.
وأشار دوريفال في تصريحات سابقة إلى أن كرة القدم في أميركا الجنوبية تشهد تطورًا ملحوظًا، ولم يعد بإمكان البرازيل والأرجنتين السيطرة كما كان الحال في الماضي. وقال: “المنتخبات الكبرى لم تعد تتمتع بنفس المساحة للتطور، بينما شهدت الفرق الأخرى تقدمًا كبيرًا، ما جعل المباريات أكثر تنافسية”.
مهما كان اسم المدرب الجديد، فسيكون عليه إعادة هيبة “السيليساو”، واستعادة أسلوب اللعب الهجومي، وقيادة الفريق لتحقيق أول لقب له منذ كوبا أميركا 2019.
