البرتغال تهدد باللجوء إلى الربط الكهربائي مع المغرب في حال استمرار تعثر المشاريع مع فرنسا

منبر24

لوّحت الحكومة البرتغالية بإمكانية التوجه نحو الربط الكهربائي مع المملكة المغربية، في حال استمرار تعثر المشاريع المتفق عليها سابقاً مع فرنسا بشأن تعزيز الربط الطاقي بين أوروبا وشبه الجزيرة الإيبيرية.

وأكدت وزيرة البيئة والطاقة البرتغالية، ماريا دا غراسا كارفالو، في تصريحات صحافية أدلت بها عقب اجتماع في بروكسيل مع المفوض الأوروبي للطاقة، أن بلادها تضع خيار الربط مع المغرب كبديل استراتيجي، رغم التكاليف المرتفعة الناتجة عن المسافة والربط البحري، معتبرة أن “مشاريع الربط مع فرنسا لم تُنفّذ بعد، رغم الاتفاقات الموقعة سابقاً، ونحن نطالب بتسريعها”.

وأضافت المسؤولة البرتغالية أن هذه المشاريع تأخرت أكثر من اللازم، ما يفرض تحركًا سياسيًا عاجلًا على مستوى الدول الثلاث المعنية، أي البرتغال وإسبانيا وفرنسا، للخروج بخارطة طريق واضحة، محذرة من استمرار شبه الجزيرة الإيبيرية في وضعها كـ”جزيرة طاقية” معزولة عن باقي أوروبا.

وفي رسالة مشتركة موجهة إلى المفوضية الأوروبية، شددت البرتغال وإسبانيا على ضرورة الضغط على باريس لتفعيل التزاماتها، داعيتين إلى عقد اجتماع ثلاثي رفيع المستوى في أقرب الآجال.

وجاء في الرسالة: “إن استكمال الربط الكهربائي مع شبه الجزيرة الإيبيرية لم يعد مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية ومسؤولية أوروبية مشتركة”، مؤكدة أن تعزيز هذا الربط يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الطاقي، والاستفادة من الإمكانات المتجددة في جنوب غرب أوروبا.

كما نبّهت الوثيقة إلى أن ضعف الترابط الكهربائي في المنطقة يحدّ من استغلال الموارد المتجددة، ويتسبب في ارتفاع أسعار الكهرباء، ويضعف قدرة الاتحاد الأوروبي على الاستجابة للأزمات الطاقية، مستشهدة بالانقطاع الواسع الذي عرفته كل من البرتغال وإسبانيا في أواخر أبريل الماضي، والذي أبرز هشاشة النظام الكهربائي المعزول.

وختمت الرسالة بالتأكيد على أن الربط الكهربائي ليس شأناً محلياً أو إقليمياً فحسب، بل يشكل ضرورة بنيوية لأمن الطاقة في أوروبا واستدامتها.