منبر – 24
يترقب الفلاحون المغاربة بآمال كبيرة تأثير التساقطات المطرية التي يشهدها المغرب خلال الفترة الراهنة على الموسم الفلاحي، خاصة بعد التأخر الذي عرفته الزراعة خلال الأشهر الماضية. ويعول المهنيون على استمرار هذه التساقطات لإنقاذ الموسم الحالي، وإمكانية تحقيق نتائج مماثلة لموسم 2020/2021، الذي سجل إنتاجًا قياسيًا للحبوب بلغ 98 مليون قنطار، قبل أن يعرف تراجعًا ملحوظًا خلال المواسم الثلاثة الأخيرة.
ويرى فلاحون مغاربة أن فعالية الأمطار الحالية ستختلف من منطقة إلى أخرى، وفقًا لطبيعة المزروعات، إلا أنها تظل إيجابية بشكل عام، خاصة إذا استمرت في شهري فبراير ومارس. وقد شهد الموسم الفلاحي 2023/2024 انخفاضًا في إنتاجية الحبوب بنسبة 42% مقارنة بالموسم السابق، حيث لم تتجاوز 31,2 مليون قنطار، كما تراجعت المساحة المزروعة بنسبة 33% لتصل إلى 2,47 مليون هكتار، وفق معطيات وزارة الفلاحة.
وأكد محمد الإبراهيمي، مزارع بجهة الدار البيضاء-سطات، أن “الوقت لا يزال متاحًا لتحقيق إنتاجية جيدة، بشرط استمرار التساقطات المطرية بكثافة بعد انتهاء فترة البرد”. وأوضح أن الأمطار الحالية تعيد الأمل في إمكانية تعويض التأخير المسجل منذ بداية الموسم، مشيرًا إلى أن استمرار هذا النسق يمكن أن يحقق أرقامًا مشابهة لموسم 2020/2021، الذي كان الأفضل خلال السنوات الخمس الأخيرة.
من جهته، شدد حميد بوحنون، نائب رئيس الغرفة الفلاحية لجهة فاس-مكناس، على أهمية الأمطار الحالية، مشيرًا إلى أن الصورة الحقيقية للموسم الفلاحي ستتضح مع نهاية مارس المقبل. وأوضح أن التساقطات الأخيرة كانت مفيدة جدًا في جهة فاس-مكناس، بينما كانت أقل تأثيرًا في منطقة الغرب التي عرفت تأخرًا في النشاط الفلاحي هذا العام. وأضاف أن أمطار فبراير ومارس غالبًا ما تكون حاسمة في تحديد مآل الموسم الفلاحي، خاصة إذا تزامنت مع اعتدال درجات الحرارة، مما يعزز فرص تحقيق إنتاجية مرتفعة وتقليص الاعتماد على الواردات من الحبوب.