اعلان
اعلان
مقالات الرأي

التعليم الميكروسكوبي

اعلان

كثرت السيناريوهات والنقاشات، حيث لا حديث يعلو عن الدخول المدرسي الحالي ونحن على مشارفه 2021/2020، الأسر المغربيةمتخوفة ومتوجسة من ارسال أبنائها إلى المؤسسات التعليمية والجامعية والتكوينية أيضا، فقد أغلقت المؤسسات التعليمية والجامعية وغيرها منذ تسجيل أولى حالات الإصابة، ومع رفع الحجر الصحي ازدادت الحالات سواء من ناحية الإصابات أو الموتى فقد تجاوزنا ما يفوق 1000 إصابة على امتداد عشر أيام متواصلة من حالات مؤكدة في اليوم.

تراهن الدولة والمجتمع على دخول جيد لهذه السنة لكن الوضع استفحل وأصبح مخيفا، والخطاب الملكي لخص كل شيء، وعدد من الأسر تتخوف من التعليم الحضوري، تجنبا للعدوى وتحول المؤسسات الى بؤر، يستلزم نقل الجميع إلى الحجر الصحي بضغطه وصعوباته…، وبالمقابل اثبت التعليم عن بعد اكراهات متعددة، عدم توفر الأسر على الهاتف ثم صبيب الأنترنيت وذلك راجع للفوارق الاجتماعية الصارخة التي تعرفها الشرائح الاجتماعية عبر سنين.

اعلان

بحكم عملي كمدرس أشبه الفصل الدراسي بمسرح، حيث يكون المتفرجون مباشرة مع الممثلين يتبادلون المشاعر والأحاسيس، يتفاعلون بشكل مباشر، وليس عبر التلفاز، من هنا أبرز أن المتعلمين والمتعلمات يفضلون التعليم الحضوري، فهم يكونون في تركيز وتفاعل مع مدرسيهم، في حوارات ونقاشات تخدم الدرس، أما التعليم عن بعد فيسجل اكراه صبيب الأنترنيت، وينضاف لها رفع الدعم.

سيكون الدخول المدرسي مختلفا تماما من منطقة لأخرى، غالبا سيتم اعلان تعليم عن بعد في المناطق الموبوءة وحضوري في غيرها…وذلك خلال هذا الأسبوع لكن اين تكافئ الفرص بين الجميع فالتعليم الحضوري له اكراهات وتحديات الخوف من العدوى، وأيضا التعليم عن بعد مؤرق ومكلف ماديا، فما لا يعلمه البعض أن المتعلمين قد لن ينخرطوا في التعليم عن بعد بسبب الهاتف والأنترنيت، وعلى ذكر هذا الأخير فهو صبيب ثقل الفيل وفرس النهر، وإن تم إطلاق الأنترنيت مجانا فعليه ضغط كبير، وأين الهاتف؟؟؟

إذن، وأنتم من تقرؤون هذه المقالة تتساءلون أين الحلول، اسمحوا لي لدينا الوزارة الوصية المطالبة بإيجادها، وإعطاء الضمانات، فهم يتلقون الأموال نظير عملهم، وهم من يملكون الطريقة لتدبير هذه الوضعية ضمن استراتيجية التنسيق مع الجميع.

اعلان

يظهر بأن الحكومة ليس لها أي تصور محدد لتدبير الدخول المدرسي والجامعي والتكويني، المرتقب في ظل تزايد أعداد الإصابات وارتفاع حالات الوفيات، فالمفروض أن يكون هناك خطة واضحة المعالم وليست مجرد تكهنات وإشاعات تتناثر من هنا وهناك فالكل خائف على نفسه وأطفاله

فلو تساءلنا عن السبب الذي منع الحكومة من الكشف عن سيرورة الدخول المدرسي والجامعي والتكويني، هو الغمة والعتمة التي ترخي بظلالها على النفوس والارواح والعقول والأبدان فصارت شاردة لا تعرف الطريق، والسيناريو المرتقب سيكون على النحو التالي: التعليم الحضوري بالنسبة للمناطق التي لم تسجل عددا كبيرا من الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، مع الإبقاء على التعليم عن بعد بالنسبة للمناطق التي تعرف فيها الحالة الوبائية اضطرابا وغير مستقرة.

فصراحة خلاصة التعليم عن بعد لتجربة السابقة منذ 16 مارس 2020 إلى حدود أواخر يونيو، نستشف أن الدروس عبر القنوات التلفزية اهتمت بالمعارف وغيبت الأبعاد المنهجية والوجدانية والمواقفية، فكيف يعقل تقديم جزء من درس مدته في الفصل الدراسي 55 دقيقة، بينما في التلفاز ما بين 20 و30 دقيقة، وبعض المتعلمين ذكورا واناثا لم ينخرطوا في التعليم عن بعد للأسباب السالفة الذكر، أما الأرياف لا أحد يتحدث عنهم إلا لماما، ونحن أمام اكراه النقطة والامتحانات سواء الخاصة بالمراقبة المستمرة أو الأقسام الإشهادية وكثرة الدروس، ويزداد الخوف مع هذا الوباء المرخي بضلاله على كل مناحي الحياة.

نرجو أن تكشف الحكومة في أقرب وقت عن تصورها للدخول المدرسي والجامعي والتكويني، على ضوء تطورات الحالة الوبائية الحالية، تعطي تصورا مقنعا بخطاب مسؤول يضع الحماية للجميع فوق كل اعتبار، بالإضافة إلى ما يتوجب من استراتيجية للحد من انتشار الفيروس.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى