اعلان
اعلان
مقالات الرأي

الخبير في الامن المعلوماتي الدكتور ابو الكلام لمنبر24 : درايتنا خلصت إلا إفتقار الادعاءات المسيئة للمغرب الى حجج علمية تثبت صحتها

اعلان

بعد جدل ونقاش مستفيض حول برنامج تجسس اسرائيلي استهدف شخصيات سياسية ورجال اعمال وصحافيين الدكتور انس ابو الكلام الخبير في الامن المعلوماتي والنظم الرقمية يوضح لمنبر 24:
إن الحملة التي روجتها مجموعة من الصحف و المؤسسات مثل “لوموند” ، “امنيستي” و”فوربيدن ستوريز”، و التي تستهدف المغرب و تدعي استعماله لبرنامج “بيكاسوس” للتجسس على هواتف صحافيين ونشطاء حقوقيين و شخصيات دولية، قامت الجمعية المغربية للثقة الرقمية، كمكون من المجتمع المدني المختص، بدراسات تقنية و علمية موضوعية لتوضيح مدى صحة هذه الادعاءات.

واردف الدكتور انس ابوالكلام، رئيس الجمعية ان دراياتنا خلصت الى افتقار الادعاءات المسيئة للمغرب إلى حجج علمية تثبت صحتها، و افتقارها على معلومات غير دقيقة لتمويه الرأي العام، عوض الادلاء بدلائل مادية تقنية و علمية.

اعلان

في البداية نذكر ان برنامج بيكاسوس بيع الى عدة دول و استعمل مثلا في هنغاريا (دولة داخل الاتحاد الاوروبي), الهند، المكسيك، العربية السعوديه، اندونيسيا، الإمارات العربية، كازاخستان، ازربدجان، … و هدفه الأساسي حسب شركة NSO إنقاذ الأرواح، ومساعدة الحكومات في جميع أنحاء العالم على منع الهجمات الإرهابية، وكسر الاعتداء الجنسي على الأطفال، وشبكات الجنس وتهريب المخدرات، وتحديد أماكن الأطفال المفقودين والمختطفين ، وتحديد مواقع الناجين المحاصرين تحت المباني المنهارة وحماية المجال الجوي من الاختراق التخريبي للطائرات بدون طيار الخطرة …

و هنا السؤال الاول المطروح هو ما سبب استهداف المغرب بالاساس دون غيره، و من طرف نفس الصحف و المؤسسات المعروفة بعدائها ؟

كما انه لم يعد يخفى على احد ان الاختراق المعلوماتي استعملته و تستعمله مجموعة من الدول (الغربية و المتقدمة بالاساس) في حربها الإلكترونية او الاقتصادية أو الاستراتيجية او السياسية، و بشكل مستمر، و لم يتبث ابدا ان المغرب كان من المشاركين فيها، فلماذا هذه الحملة على المغرب بالاساس ؟

اعلان

ثم انه بعد تفحص علمي للتقارير التي تتحدث عن اختراق السلطات المغربية للهواتف، يظهر لنا جليا انها لا تتوفر فيها المعايير العلمية، سواء من حيث الخطوات، الأدوات أو عيّنات البحث، مع تجاهلها للمنهجيات العلمية المعترف بها حول طرق الافتحاص المعلوماتي و اساسيات التحقيقات الرقمية forensics numérique. و بالتالي لا يوجد أي دليل، ناتج عن منهجية علمية معلنة، يؤكد أن الجهة التي تصدر عنها تلك الرسائل لها علاقة بالسلطات المغربية، كما ان الطريقة التي فُحصت بها الهواتف التي يُزعم أنها تعرضت للاختراق تطرح عدة تساؤلات. و نحن رهن إشارة المختصين لمناقشة الجوانب العلمية و التقنية بدقة.
و اظافة الى افتقاد نشر منهج علمي دقيق، هناك عدة دلائل اخرى تبين أن الادعاءات عدائية تفتقد إلى المصداقيه، نسرد من بينها على سبيل المثال لا الحصر :
1. نفي وزير الخارجية الفرنسي امام برلمان بلاده لاي دلائل علمية حول الادعاءات التي تروج لاستهداف الشخصيات الفرنسية من طرف للمغرب
2. استغراب رئيس كود و شخصيات اخرى ادراج اسمائهم في لائحة المستهدفين رغم عدم اخضاع هواتفهم للفحص
3. نفي شركة بيكاسوس و استغرابها في بيان ترد فيه على حيتيات مزاعم التجسس و ارقام الهواتف اللي تم ادراجها.
4. تاكيد شركة NSO أن الادعاءات حول اختراق الهواتف غير صحيح و انها لن تنساق وراء الحملة الشريرة والافتراء المقصود”.
5. التقنيات التي نشرتها امنستي و التي اعتمدت عليها باقي الصحف المعادية للمغرب تتحدث مجملا عن طريقة / injection réseau / phishing التي تستعمل في العالم باسره، بل و التي حذر المغرب مرارا من تداعياتها و قام بحملات توعوية عديدة لتفاديها. اذ ان المديرية العامة لأمن نظم المعلومات و لمديرية تدبير مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية (التابعة لها) سبق لها أن حذرت من وجود ثغرات يمكن استغلالها لبث فيروسات تستهدف الهواتف، وتتيح للمخترق التحكم فيها.
6. حتى التقرير العلمي الذي قيل انه أنجزه مختبر علمي يقول “بما ان النتائج تعتمد على تحديد الموقع الجغرافي لخوادم (مسجل اسم النطاق) DNS, فعوامل مثل VPN (الشبكات الإفتراضية الخاصة) و نقل الانترنيت عبر الاقمار الصناعيه، يمكن أن تسهم في ان تكون المعلومات المتوصل اليها غير دقيقة”. فكيف يمكن اتهام دولة ذات سيادة تحترم المجتمع الدولي على اساس معلومات يقول عنها مروجوها انها غير دقيقة ؟ ثم ان التقرير يتحدث عن خوادم (operators) تعمل في او لصالح عدة دول بما فيها الولايات المتحدة، هولندا، تركيا، … بل مجمل الخوادم المسردة موجودة في دول من جل اقطاب العالم و تستهدف دول اخرى حسب التقرير … فلماذا هذه الحملة المضللة تستهدف المغرب فقط دون غيره ؟ اهي عداوة معلنة، ام وسيلة ضغط، ام تصفية حسابات ؟
7. يقول المروجون ان العاهل المغربي نفسه من بين المستهدفين. فكيف للمغرب ان يستهدف محبوب شعبه نصره الله و قائده الاعلى و رئيس اركان الحرب العامة … ؟ اوصلت بهم الهلوسة الى هذا الحد من الهراء ؟
8. تستند الادعاءات في غالبيتها الى تواجد ارقام هواتف المستهدفين في قوائم لها علاقة بالتطبيق. و ان افترضنا جدلا ان هذا صحيح، فهو لا يعني اختراق الهاتف. فعادة تمر عملية الهجوم الالكتروني بعدة مراحل بما في ذلك مرحلة جمع المعلومات، الاختراق و انتهاك احدى خصائص الامن، الحصول على امتيازات اخرى في النضام او الهاتف الميتهدف، ثم محو الآثار ان امكن. و الواضح انه ليس هناك دلائل علمية دقيقة على كل هذه المراحل.
9. لجوء الحكومة المغربية الى القضاء و اعلانها ان “المغرب، القوي بحقوقه والمقتنع بوجاهة موقفه، اختار أن يسلك المسعى القانوني والقضائي في المغرب وعلى الصعيد الدولي، للوقوف في وجه أي طرف يسعى لاستغلال هذه الادعاءات الزائفة”.

لذا نتحمل مسؤوليتنا العلمية و كذلك كمجتمع مدني في الحزم بان هذه الاتهامات مليئة بالافتراضات الخاطئة والنظريات التي لا أساس لها ، و تقديمها لبعض مصادر معلومات ليس لها أساس واقعي و افتقادها للمنهج العلمي المتبع و المتعارف عليه في التحقيقات المعلوماتية المعروفة ب forensics و انتقاصها للدلائل العلمية الدقيقة، و بالتالي تُعوزها المصداقية

لذلك لا يسعني الا ان ندين بشدة هذه الحملة الإعلامية المتواصلة المضللة المكثفة والمريبة، و نعلن اننا نشتغل مع نادي المحامين بالمغرب لاعداد تقرير مفصل يتطرق للجوانب الثقنية و العلمية و القانونية حول الادعاءات التي تروج لمزاعم باختراق المغرب لاجهزة هواتف عدد من الشخصيات العامة الوطنية والأجنبية باستخدام برنامج معلوماتي.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى