
منبر 24
شهدت مدينة الدار البيضاء خلال شهر رمضان المبارك تظاهرات ثقافية وفنية متميزة، أضفت على لياليها طابعاً روحياً وإبداعياً. ونظمت “الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات” سلسلة من العروض المسرحية والحفلات الموسيقية، التي استقطبت جمهوراً واسعاً، في إطار برنامج “رمضان بأجواء بيضاوية”، والذي يهدف إلى إبراز التنوع الثقافي والتراثي للمملكة خلال هذا الشهر الفضيل.
المسرح يعكس قضايا المجتمع بأسلوب فني معاصر
انطلقت الفعاليات يوم السبت 15 مارس، بعرض مسرحي بعنوان “حيحة” بالمركب الثقافي الفداء، حيث قدم العمل رؤية فنية جريئة حول الواقع الاجتماعي بأسلوب درامي مشوق. تميز العرض بأداء قوي من قبل الممثلين، وبإخراج متقن نجح في خلق تفاعل عاطفي وفكري بين الجمهور والمسرح، مما جعله تجربة فنية متكاملة ومؤثرة.
أمسية روحانية بأصوات المديح والسماع
في الليلة ذاتها، احتضن المركب الثقافي محمد زفزاف حفلاً روحياً أحيته فرقة المديح والسماع بقيادة إبراهيم شريف الوزاني. قدم المنشد المغربي أمسية موسيقية راقية تماهت فيها الألحان الصوفية مع الأشعار الروحانية، مما خلق أجواءً من السكينة والتأمل العميق لدى الحاضرين، وأبرز الثراء الفني الذي يميز الموسيقى الروحية المغربية.
استعادة التراث المغربي بلمسة إبداعية
وفي إطار الاحتفاء بالمسرح، استمتع الجمهور يوم الأحد 16 مارس بعرض “آ مولى نوبة” في المركب الثقافي الحسني، الذي قدم رؤية حديثة للموروث الثقافي المغربي. نجح العرض في المزج بين الفكاهة والتأمل، عبر أداء متقن من الممثلين الذين أعادوا إحياء شخصيات تراثية بأسلوب عصري، مما منح العمل بعداً فنياً غنياً أعاد للجمهور ذكريات من الموروث الشعبي بأسلوب مبتكر.
الموسيقى الروحية تضيء ليالي الدار البيضاء
واختتمت الفعاليات يوم الثلاثاء 18 مارس، بحفل موسيقي للفنان علي المديدي بالمركب الثقافي بن مسيك، حيث قدم باقة من الأناشيد الروحية والتراث الغنائي المغربي. وتميزت الأمسية بمزيج موسيقي فريد جمع بين الأصالة والتجديد، مما أضفى أجواء روحانية على الحضور، وأكد على مكانة الموسيقى الصوفية في المشهد الفني المغربي.