منبر24
انطلقت، يوم الثلاثاء بالرباط، أشغال ورشة عمل تتمحور حول موضوع: “مخاطر الفساد في قطاع الصحة، سلسلة القيمة الخاصة بالمنتجات الطبية والقطاع الطبي الخاص”، بتنظيم مشترك بين الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وسفارة مملكة النرويج بالمغرب، وبشراكة كذلك مع مركز الموارد لمكافحة الفساد “U4”.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد محمد بنعليلو، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة، على أن الفساد في النظم الصحية لا يقتصر على تقويض ثقة المواطنين في المؤسسات، بل يُهدد الأمن الصحي ويعرقل بلوغ التغطية الصحية الشاملة، مضيفًا أن تقارير منظمة الشفافية الدولية تُقدّر أن حوالي 7% من الإنفاق الصحي العالمي يُهدر بسبب الفساد، فيما تعتبر منظمة الصحة العالمية هذه الظاهرة من “المخاطر النظامية” التي تحول دون تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجال الصحي.
وأوضح بنعليلو أن الفساد في القطاع الصحي ليس مجرد اختلال عرضي، بل هو قضية مرتبطة بحق الإنسان في الحياة والعلاج والكرامة، ما يستدعي مقاربة شمولية تشمل اقتراح حلول مبتكرة، وتعديل الأطر القانونية والتنظيمية عند الضرورة، بناءً على تحليل دقيق للممارسات.
وأشار إلى أن الورشة ستُركز خلال هذا اللقاء، الذي يمتد ليومين، على محورين رئيسيين: سلسلة القيمة المتعلقة بالأدوية والمنتجات الطبية، والقطاع الصحي الخاص، على أن يتم في مراحل لاحقة إدماج موضوع “مسار المريض” ضمن بنية المشروع.
من جانبه، أكد سيور لارسن، سفير النرويج بالمغرب، أن الفساد يُعد عائقًا عالميًا أمام التنمية وسيادة القانون والديمقراطية، مضيفًا أن هذه الآفة تستنزف ما بين 5 إلى 7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتُفاقم الفوارق الاجتماعية وتُضعف الثقة في المؤسسات.
وأشاد لارسن بالجهود الإصلاحية التي يبذلها المغرب في قطاع الصحة، مُنوّهًا بانتخاب الهيئة الوطنية للنزاهة لرئاسة شبكة هيئات الوقاية من الفساد، معتبرًا أن تركيز الورشة على سلسلة قيمة المنتجات الطبية والقطاع الصحي الخاص يُمثل خطوة محورية نحو تعزيز النزاهة في هذا القطاع الحيوي.
