
منبر24
نظمت الأربعاء بالرباط ورشة عمل وطنية حول تثمين واستعمال الرواسب الناتجة عن محطات معالجة المياه العادمة في المجال الفلاحي، بمبادرة من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).
وتهدف الورشة إلى تبادل الملاحظات والتوصيات حول التقرير الوطني لعام 2024، مع إبراز الفرص الفلاحية والعقبات التقنية والتنظيمية والمؤسساتية المتعلقة بتثمين هذه الرواسب.
وأشار رضوان عراش، الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلى أن تثمين الرواسب يُعد أولوية استراتيجية، حيث يمكن تحويل المخلفات إلى موارد مفيدة للتربة والمحاصيل، مع ضمان الأمن الصحي والاستدامة البيئية والموثوقية الاقتصادية، فضلاً عن المساهمة في استعادة خصوبة التربة وتقليل الاعتماد على الأسمدة المعدنية.
من جانبه، اعتبر محمد وحميد، الكاتب العام لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن تثمين هذه الرواسب مسألة استراتيجية نظرًا للتحديات البيئية والصحية والاقتصادية، مشدداً على ضرورة إرساء إطار تنظيمي متين، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتشجيع المشاريع المستدامة التي تجمع بين مختلف القطاعات.
وأكد ألكسندر أنه تاي هوين، ممثل فاو بالمغرب، أن المعالجة السليمة للرواسب يمكن أن تجعلها مصدرًا ثمينًا للتسميد العضوي، بما يسهم في تحسين إنتاجية التربة وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، متماشياً مع دينامية الاقتصاد الدائري، ومشيرًا إلى تجربة المنظمة بالمغرب على مدى أكثر من عقد بالتعاون مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والتي أظهرت حلولًا مبتكرة مثل التجفيف الشمسي والتسميد العضوي والتثمين الطاقي.
ويأتي تدبير هذه الرواسب ضمن البرنامج الوطني للتطهير السائل ومعالجة المياه العادمة، الذي يهدف إلى معالجة أكثر من 80٪ من مياه الصرف الصحي بحلول 2050، فيما تولد أكثر من 150 محطة معالجة حاليًا نحو 500 ألف طن سنويًا من الرواسب التي لم يرتقِ تدبيرها بعد إلى الكفاءة المنشودة، خاصة فيما يتعلق بالاستفادة الفلاحية منها.