اعلان
اعلان
مقالات الرأي

السباق نحو اللحم في عيد بلا أضاحٍ.. حين يغيب الوعي وتحضر الفوضى

اعلان
اعلان

بقلم عبدالرزاق زيتوني

في خطوة إنسانية وحكيمة، قرر جلالة الملك محمد السادس هذا العام إلغاء ذبح الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى، مراعاة للظروف الاقتصادية الصعبة والجفاف الذي أثر بشكل كبير على الثروة الحيوانية بالمملكة. قرار حظي بتقدير فئة واسعة من المغاربة، خصوصًا الفئات الهشة التي كانت تعاني سنويًا من تكاليف العيد الباهظة.

اعلان

لكن وعلى الرغم من نبل القرار وروحه التضامنية، تفاجأ الرأي العام هذا الأسبوع بمشاهد صادمة في عدد من الأسواق والجزارات، حيث تهافت عدد من المواطنين بشكل هستيري على شراء اللحوم، ما تسبب في ارتفاع أسعارها وخلق فوضى عارمة في بعض المحلات، بل ووصل الأمر إلى التدافع والصراخ أحيانًا، وكأن اللحوم صارت عملة نادرة أو شرطًا أساسيًا لعيش طقوس العيد.

هذا السلوك يكشف عن أزمة وعي أكثر من كونه حاجة غذائية. فالعيد، في جوهره، عبادة وسُنة، لا يرتبط فقط بلحم الأضحية، بل بمعاني الرحمة والتكافل والتواضع. ومع ذلك، نجد من لا يتقبل فكرة أن يمر العيد دون “طاجين لحم” أو “مشاوي”، فيدفع الغالي والنفيس ويخالف حتى التوجيهات الملكية من أجل الحفاظ على “العادة” ولو على حساب المنطق والدين.

ما يحدث اليوم يُحيلنا على سؤال عميق: هل ما زال عيد الأضحى عبادة في أذهان الناس؟ أم أنه تحول إلى مناسبة استهلاكية مفرغة من معناها الروحي والاجتماعي؟ وكيف يمكن أن نواجه هذا التراجع في الوعي الجماعي؟

اعلان

في لحظة كان يُفترض أن يتحول فيها العيد إلى فرصة للتضامن والرحمة، وجدنا أنفسنا أمام مشهد يعكس خللًا سلوكيًا عميقًا يحتاج إلى مراجعة وتربية مجتمعية على القيم الحقيقية للدين، بعيدًا عن مظاهر التباهي واللهاث وراء ما لا طاقة لنا به.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى