منبر24
أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن التكوين المهني يشكل الخيار الاستراتيجي الوحيد للحفاظ على المهن التقليدية، التي تواجه خطر الانقراض في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة.
وقال السعدي، في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب يوم الإثنين 12 ماي، إن المغرب راكم تجربة مهمة في مجال التكوين المهني الموجه للصناعة التقليدية، مشيرًا إلى توفر البلاد على 69 معهدا ومركزا تقدم تكوينات تغطي أزيد من 60 حرفة تقليدية.
وأضاف أن الحفاظ على هذا التراث الحرفي يتطلب تحمل الجميع لمسؤوليته، قائلاً: “هناك مهن مهددة بالزوال، وإذا لم نتحرك اليوم لضمان استمراريتها، فإننا سنتحدث عنها مستقبلاً بصيغة الماضي، وهذا أمر غير مقبول. فالصناعة التقليدية تمثل إرث الآباء والأجداد، وتُعد مصدر فخر للمغرب على المستوى الدولي.”
ولفت المسؤول الحكومي إلى أن الحرف كانت تُنقل قديماً من جيل إلى آخر داخل الورشات العائلية، غير أن التطور الحاصل، خاصة على مستوى محاربة ظاهرة تشغيل الأطفال، جعل من التكوين المهني السبيل الأمثل لضمان استمرارية الحرفة وفق معايير حديثة.
وفي سياق متصل، عبّر السعدي عن عدم رضاه على الظروف التي كان يشتغل فيها المكونون داخل مراكز التكوين، واصفاً إياها بـ”غير اللائقة”، قبل أن يوضح أن الحكومة عملت على تحسين وضعيتهم، من خلال الرفع من تعويضاتهم من 65 درهمًا للساعة إلى 130 درهمًا، ما يعني انتقال الأجر الشهري من حوالي 3000 درهم إلى ما يفوق 7800 درهم.
وأشار إلى أن خارطة الطريق الجديدة للتكوين بالتدرج تروم رفع عدد المتدرجين من 25 ألف إلى أكثر من 100 ألف، مع احتفاظ قطاع الصناعة التقليدية بنسبة مهمة داخل هذا التوسع، كاشفًا أن نسبة إدماج الخريجين في سوق الشغل تتجاوز 80%.
