منبر 24
عاد الطبيب المغربي يوسف بو عبد الله إلى أرض الوطن بعد قضائه شهرين في قطاع غزة، حيث شارك ضمن جهود الإغاثة الطبية في ظل الإبادة الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023. وخلال مقامه في غزة، أجرى العشرات من العمليات الجراحية للأطفال الفلسطينيين، متحدياً ظروفاً صحية وأمنية صعبة، جعلته يصرح بأن “لا أحد فوق هذه الأرض يستطيع تحمّل ما يعيشه الأطباء هناك”. ومع مغادرته، عبّر عن تعلقه العميق بغزة قائلاً: “أغادر جسدًا، وأترك روحي هناك”.
بو عبد الله، رئيس قسم جراحة الأطفال بمستشفى الحسن الثاني، ليست هذه زيارته الأولى لغزة، فقد سبق له أن زارها في أعوام 2008 و2012 و2014، كما كانت هذه زيارته الثانية خلال العدوان الأخير، بعد مهمته الإنسانية في غشت وشتنبر 2024. من خلال منشورات زوجته على منصات التواصل، ومقاطع الفيديو التي توثق تدخّلاته، أصبح رمزًا للتضامن الإنساني، حيث رفعت صوره في مسيرات مغربية تضامنية مع غزة.
يحتفظ الطبيب المغربي بذكريات مؤثرة من غزة، أبرزها قصة الطفلة مريم التي فاقت من غيبوبة بعد أيام من فقدانه الأمل في نجاتها، وكذلك الطفل عمر الذي أنقذ من الموت رغم إصابته الخطيرة، والرضيعة تالين التي بقيت تحت الركام لساعات قبل أن يُعثر عليها صدفة. قصص تعكس واقعاً مأساوياً يعيشه أطفال غزة، لكنّها أيضاً تعكس الأمل في قلوبهم عندما يجدون يد طبيب يواسيهم بإنسانيته.
بو عبد الله دعا إلى مضاعفة الدعم الطبي لفلسطين عبر إرسال المزيد من الأطباء والممرضين، في ظل التدمير شبه الكامل للبنية التحتية الصحية في غزة، حيث خرجت معظم المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة. وبينما تواصل إسرائيل عدوانها الوحشي بدعم غربي، يواصل الطبيب المغربي تمسكه بالعهد، مؤكداً أن عودته المقبلة ستكون “عناق لقاء واشتياق بعد نصر قريب”.
