اعلان
اعلان
مجتمع

الطقس الحار أخر مسمار في نعش فلاحة تادلة

اعلان
اعلان

 

نورالدين زوبدي

اعلان

شهدت المناطق الوسطى، وبالأخص سهل تادلة، تسجيل درجة حرارة غير مسبوقة، حيث قاربت 50 درجة، الشيء الذي ترتب عنه تأثر ما تبقى من المزروعات، رغم مجهودات بعض الفلاحيين المقاومين للجفاف. لقد كلف ذلك مصاريف، هي بمثابة ديون، لن يستطعوا إرجاعها حتى لو كان المحصول جيدا، نظرا لارتفاع تلكفة الإنتاج.

ارتفاع حرارة الطقس الى هذا المستوى، سرع عملية اتلاف الأشجار المثمرة غير المسقية، حيث تحولت إلى أغصان يابسة، لايمكن إحياؤها مرة اخرى، ولو تحسنت الظروف المناخية. هذا سيجعل أغلب حقول سهل تادلة عبارة عن أراض قاحلة جرداء تدمي القلوب.

اذا قمنا بجرد خسائر موجة الجفاف بهذه المنطقة، يمكننا القول على أن هذا السهل الذي كان بالأمس القريب مزودا للسوق الوطنية بنحو ب30% من (الخضر، الفواكه، اللحوم، الحليب ومشتقاته، والسكر…)، تتوفر فيه كافة شروط المناطق المنكوبة، مما يستوجب تكتيف الجهود لإنقاذه، بتخصيص اعتمادات مالية اسثتنائية لدعم الفلاح المتضرر، والذي وصل الى حافة الإفلاس. كما أن البعض منهم صار مهددا بالمتابعات القضائية قد تفضي به لدخول السجن، نتيجة تراكم الديون، بسبب عدم قدرته على الوفاء بها.

اعلان

كل هذه العوامل التي ساهمت في تدمير سهل منتج للثروات الغذائية، و مشغل للآلاف من اليد العاملة، مصدرها الكوارث الطبيعية. لهذا فالأموال المرصودة في الصندوق المخصص لهذه الظواهر ومحاربة آثارها (صندوق التضامن ضد الكوارت الطبيعية، القانون 14-110)، يمكن ان توظف في هذا الاطار، حتى لا تترك ساكنة هذه المناطق عرضة لويلات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

مشاريع تحلية مياه البحر يمكن ان تخفف الضغط عن السدود، لكن انجازها جاء متأخرا، رغم منادتنا بذلك لسنوات مضت، قبل أن تحل الكارثة. رغم ذلك، فالإسثتمار في هذه الصنف، قد يجنب المغرب سكتة قلبية ناتجة عن موجة عطش حادة، وارتفاع مهول في أثمان المواد الغذائية.

إن توظيف التقنيات الحديثة في تحلية مياه البحر، قد يخفض من تكلفة انتاج الماء، حتى يصبح استعماله في متناول الجميع، سيبقى التحدي الكبير لهذه الحيثيات ينبغي تنويع الشركاء الدوليين، وخاصة الشركات الدولية الرائدة في هذا المجال، واسثتمار كل التجارب الناجحة. لعل توقيع اتفاقية مع شركة روسية (روستوم) على هامش القمة الروسية الافريقية، التي شارك فيها المغرب ممثلا برئيس الحكومة، إشارة ايجابية وخطوة مهمة في هذا الإتجاه.

الوعي بالتحولات المتسارعة التي يعرفها المناخ، يقتضي اعطاء الموضوع الأولوية اللازمة، و العمل بالجدية المطلوبة، حتى لا تتعرض بلادنا الى نكسات خطيرة، قد تعيدنا الى عهود سابقة.لابد إذن من تسطير برامج استعجالية، تأخذ بعين الإعتبار وضعية المواطن المتضرر من هذه التغيرات المناخية، عوض نهج سياسة اللامبالاة، و الحفاظ على المكتسبات المحققة في المجال الفلاحي، وذلك بتسريع وثيرة إنجاز مشاريع الربط بين الأحواض المائية، و بناء مراكز التحلية في كل المدن الشاطئية.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى