
منبر24
أكد سفير المملكة المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العمراني، أن المغرب جعل من التحول الرقمي خيارًا استراتيجيًا وسياديًا لخدمة التنمية الشاملة وإدماج الشباب في الاقتصاد الجديد، انسجامًا مع الرؤية المستنيرة للملك محمد السادس.
وخلال مشاركته، يوم الأربعاء بواشنطن، في لقاء رفيع المستوى نظمه مركز الدبلوماسية السيبرانية والريادة التابع لجامعة جورج واشنطن، تحت عنوان “الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي والحكومة الرقمية.. رؤية المغرب من أجل الشباب والمستقبل”، أبرز العمراني أن التحول الرقمي في المملكة ليس مجرد شعار أو توجه ظرفي، بل رهان وطني يقوم على رؤية واضحة تهدف إلى جعل التكنولوجيا في خدمة الإنسان والمجتمع.
وأوضح الدبلوماسي المغربي، أمام نخبة من السياسيين والأكاديميين والخبراء الأمريكيين في مجال التكنولوجيا، أن الرقمنة في المغرب تمثل أداة فعالة لتعزيز الكفاءة الاقتصادية وتطوير الخدمات العمومية وتوسيع آفاق التشغيل للشباب، مشيرًا إلى أن “التحول الرقمي ليس ترفًا، بل هو ركيزة أساسية لمغرب المستقبل”.
وفي هذا الإطار، تطرق السفير إلى استراتيجية “المغرب الرقمي 2030”، التي تسعى إلى جعل الاقتصاد الرقمي يساهم بنسبة 6 في المائة من الناتج الداخلي الخام، مع خلق نحو 240 ألف فرصة عمل مؤهلة بحلول سنة 2030، خاصة لفائدة الشباب والنساء.
وأضاف أن المملكة تراهن على الرأسمال البشري كعنصر محوري في مسار التحول الرقمي، من خلال تكوين 100 ألف شاب سنويًا في المهن الرقمية، بما في ذلك بالمناطق القروية، على أن يشمل هذا البرنامج أكثر من 30 ألف تلميذ في أفق سنة 2026، مؤكداً أن الهدف هو “جعل الرقمنة وسيلة لتحقيق المساواة في الفرص وتعزيز التماسك الاجتماعي”.
وأشار العمراني إلى أن الريادة الرقمية للمغرب تتجاوز الإطار الوطني لتشكل بعدًا دبلوماسيًا يعكس التزام المملكة بتعزيز التعاون الدولي في مجالات الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، سواء على الصعيد المتعدد الأطراف أو في إطار الشراكات الثنائية.
كما أبرز متانة الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة في المجال الرقمي، واصفًا إياها بأنها “علاقة قائمة على الثقة والاستقرار والقيم المشتركة”، مضيفًا أن العديد من الوكالات الاقتصادية الأمريكية تُبدي اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار في مشاريع الحوسبة السحابية ومراكز البيانات بالمغرب، لما توفره المملكة من بيئة استثمارية جاذبة وبنيات تحتية متقدمة.
وشهد اللقاء مشاركة شخصيات أمريكية بارزة، من باحثين وأكاديميين ومسؤولين حكوميين وأعضاء في الكونغرس وخبراء في التكنولوجيات الحديثة، الذين أعربوا عن تقديرهم للتجربة المغربية في مجال الرقمنة، معتبرين إياها نموذجًا رائدًا في المنطقة، يجمع بين الابتكار، والرؤية الاستشرافية، والبعد الإنساني في التنمية الرقمية.