اعلان
اعلان
مقالات الرأي

طاااااااكسي!!!!!

اعلان

كلما حللت بمدينة وجدة أيام رخصة العمل السنوية،إلا و تنتابني نوبات من الترقب و الإنتظار المختلطة بنوع من “الكبرياء” الغير المبرر و الإهانة التي لا مسوغ لها، و أنا أنتظر سيارة الأجرة الصغيرة عندما يتصادف مع غياب سيارتي الشخصية التي أدعها لعائلتي الصغيرة في مدينة العمل.

تتلهفك رغبة جامحة للفوز بتوقف مفاجئء ل” الطاكسي” و تكون محظوظا و سعيدا عندما يتوقف السائق سائلا بطريقة سريعة تنأى في بعض الأحيان عن تقنيات التواصل الإيجابي و بمقاربة تخالها تلبس رداء الوازع الأمني : ” فين غادي سي محمد؟؟؟” و أجيبه CHU ما إن تختلف طريقك مع الزبون الذي يحمله قبلك حتى يكفهر وجهه و يتركك مهزوما مهزوما يا ولدي في انتظار ” طاكسي” جديد.

اعلان

قد يحالفك الحظ عندما تصيح بصوت كورالي ” طااااا كسي” و يتوقف السائق فاسحا لك المجال للإنتشاء بإنتصار وهمي تحقق. بعضهم تحس بنمط تواصله العالي وسهولة طريقة كسر الجليد brise-glace التي يبدأها غالبا بجملة” الجو سخون/ بارد اليوم” و التي استمدها من مديرية الطقس كما عهدناها أيام عبد السلام شعشوع و البلعوشي.

تغذيتك الراجعة feed-back الإيجابية هي من تفتح له المجال ليتبادل معك أطراف الحديث في كل شيء ما دام يحس بنبض المجتمع في واقعه المحلي من أخبار السرقات و النشل إلى عمليات القتل، ليعرج على فوز الريال بالبطولة و championnes ligues و على الأحداث الدولية من الحرب في دومباس بين روسيا و أوكرانيا و إشكالية المجاعة التي تهدد العالم نظرا لغياب الطرق الآمنة التي توصل القمح الأوكراني، و قد ينتقل بك إلى معاناة السائق المهني وعلاقته بمالك الرخصة والتغطية و الإجتماعية ويتحدث بحرقة طالبا منك التعاطف معه و سماع صرخاته. مشكل ارتفاع أثمان المحروقات يحتل حيزا هاما من حديثه و تأثيره على الروسيطة.

شحنات إنسانية من الألم تفتح لك قلبها طالبة منك التفاعل في وقت قصير و انت المشحن بحمولات مشاكلك الشخصية تضطرك مكرها للإنخراط في هذا ” النقاش المتحرك ” débat ambulant”. فتحية ل”صحاب الطاكسيات” الذين راكموا تجارب حياتية جعلتهم يفهمون مسارات تفكير المجتمع و سبل التعامل معه !!!!

اعلان
اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى