ما بين 50 و 56, هو عدد العربات المجرورة بالأحصنة المخصصة لنقل الأشخاص، أو ما يعرف بالكوتشيات في مدينة بنسليمان. فعلى غرار المدن المغربية العتيقة، يعتمد سكان بنسليمان في تنقلاتهم داخل المدينة على حافلات النقل الحضري وسيارات الأجرة الصغيرة والكوتشيات.
في بنسليمان ثمن التنقل على متن وسائل النقل الثلاث هذه محدد، بما في ذلك سيارات الأجرة الصغيرة، المحدّد ثمن التنقل عبرها داخل المدينة في سبع دراهم ، فيما يتنقل الناس عبر الكوتشيات بدرهمين ونصف فقط، في جميع لإتجاهات .
الراغب في امتلاك الكوتشي واتخاذه مصدرا للعيش يقتضي منه الأمر الحصول أولا على رخصة من طرف رئيس البلدية، قبل أن يفكّر في اقتناء الحصان والعربة الحديدية. جميع العربات تحمل أرقاما تسلسية، وأصحابها قبل بداية العمل في الصباح ملزمون بالمرور لدى مكتب الشرطة من أجل التنقيط، كما هو الشأن بالنسبة لسيارات الأجرة الصغيرة ،
و بعد الحصول على الرخصة من البلدية، يتوجب على صاحب العربة أن يؤمّن عربته، بمبلغ 850 درهما يؤدّيها لشركة التأمين في السنة، وتشمل ستّة مقاعد، وهو عدد الركاب المسموح به لكل عربة، تماما مثل سيارة الأجرة الكبيرة.
الثمن الإجمالي للكوتشي، بما في ذلك العربة والحصان الذي يجرّها، يتراوح ما بين مليونين ونصفَ وثلاثة ملايين سنتيم، حسب أحد أصحاب الكوتشيات، يَضاف إلى ذلك مصاريف تغذية الحصان. هل يكفي المدخول اليومي لأصحاب الكوتشيات؟ الله يجعل البركة. يردّ صاحب الكوتشي ذو البشرة السمراء التي لفحتها الشمس ورسمت عليها أخاديد عميقة و كما أكدوا بعد أصحاب الكوتشيات لمنبر 24 على أنهم يطالبون من الجهات المعنية أن يتم وضع لهم علامة تشير إلى محطة كوتشيات و أن يتم معاقبة كل شخص أعطى عربته إلى قاصر لكي يقودها لهم حيث يعرض حياة الركاب إلى خطر و أن يتم وضع لهم مكتب الشرطة من أجل التنقيط و أن يتم زيادة في ثمن لأجرة من درهمين و نصف إلى ثلاثة دراهم و يطالبون بتمديد وقت العمل مثلهم مثل أصحاب سيارات لأجرة صغيرة مقابل لإضافة لإنارة إلى هذه العربات و ذالك بمساعدة الجهات المعنية .
و رغم أنّ القانون يُلزم أصحاب الكوتشيات على وضع أكياس لجمع روث الأحصنة التي تجرّ العربات، والحيلولة دون سقوطها على قارعة الطريق، إلا أن طرقات بنسليمان لا تخلو من روث الأحصنة، التي تلصقها عجلات العربات بقارعة الطريق، في انتظار أن تمرّ مكانسُ عمّال النظافة.
في بنسليمان وعلى الرغم من الإقبال الكبير الذي تشهده المدينة خلال أيام الصيف أو لأيام العادية ، سواء من طرف السياح الأجانب أو المغاربة القادمين من مدن مغربية أخرى أو من سكان المدينة ، لا توجدَ أزمة نقل، طيلة ساعات النهار والليل، عكس عدد من المدن المغربية التي تشهد في فصل الصيف أزمة نقل خانقة.
فما بين سيارات الأجرة الصغيرة والحافلات، لا يجد السكان الأصليون والزوار أية معاناة في التنقل داخل المدينة. من لا يحبَ الركوب في الحافلة يستعين بسيارة أجرة صغيرة، ومن تعذّر عليه ذلك، أو أراد الاقتصاد في مصاريف التنقّل، يستعين بالكوتشي، إحدى وسائل النقل لإقتصادية