خولة السهلاوي
تحتل اللغة العربية مكانة كبيرة داخل المجتمعات العربية ، إذ تتموقع في الرتبة الرابعة من حيث عدد المتحدثين بها،فهي سامية متميزة بكونها لغة القرآن، مما يتيح لها فرصة الانتشار والصمود في وجه عوامل الاندثار.
ولتعزيز الوعي بأهمية هذه الجوهرة اللغوية “اللغة العربية”، وترسيخ مكانتها ضمن اللغات العالمية، ولزيادة التواصل الثقافي والتعاون العالمي، تم تحديد اليوم العالمي للغة العربية للاحتفال بها في 18 دجنبر من كل سنة.
و يعتبر تاريخ اللغة العربية طويل ومعقد، حيث تطورت عبر العديد من العصور والثقافات، وتحظى بمكانة مهمة كواحدة من أقدم اللغات المكتوبة والمنطوقة في العالم.
وتم إعتماد هذا اليوم العالمي من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر 1973. لتعزيز الوعي بأهمية اللغة العربية وللترويج للتعلم والاحتفاء بها كثقافة وتراث.
وبالرغم من عدم وجود تركيز خاص على الحرف “الضاد” في اليوم العالمي للغة العربية، إلا أنه يعتبر جزءًا من ثراء اللغة العربية وأحد الأصوات المميزة فيها.
و يمكن استغلال هذه المناسبة للاحتفاء بمختلف جوانب اللغة العربية، بما في ذلك الحروف والصوتيات والقواعد والأدب والشعر والنحو وغيرها من عناصرها الجميلة والمتنوعة.
وقد تم تحديد شعار اليوم العالمي للغة العربية لعام 2023 ليكون:”العربية: لغة الشعر والفنون”.
وتقوم الدول العربية والمنظمات الثقافية والتعليمية في جميع أنحاء العالم بالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية من خلال تنظيم فعاليات متنوعة، مثل المحاضرات والمناقشات وورش العمل والمعارض الثقافية والمسابقات اللغوية.
لتعزيز الوعي بجمالية اللغة العربية وترسيخ الانتماء الثقافي واللغوي لدى الأفراد والمجتمعات.
و يشار إلى أن اللغة العربية تتمتع بفرص جيدة للانتشار، بسبب اهتمام عدد كبير من سكان العالم بها باعتبارها لغة دين لما يزيد على ملياري مسلم منتشرين في مختلف أنحاء العالم، مما يكسبها أيضا قدرة على مقاومة الانحسار مع تعرض لغات كثيرة لخطر الاندثار، حيث تتوقع اليونسكو اختفاء نصف لغات العالم المنطوقة مع نهاية القرن الـ21، إذ إن 40% من البشر لا يتلقون تعليمهم بلغتهم الأم.
و تعتبر السمات المشتركة بين اللغات السامية بارزة في العربية أكثر من غيرها، فاللغة العربية نشأت ونمت وتميزت فيها الأسماء والأفعال، وتكونت فيها معظم الاشتقاقات والزيادات، وهي في حجر أمها السامية قبل أن تنفصل عن أخواتها الكلدانية والآرامية والفينيقية والعبرية.
وهذه السمات تضمن استيفاء شروط البيان وسهولة النقل والانتشار، وأهمها إعطاء مزيد من الأهمية للأصوات الساكنة، وتكوين الكلمة من 3 أصوات ساكنة، مثل خرج ونزل وعلم وفرح.
لتضل “اللغة العربية هي قلب الثقافة العربية، فإذا تلاشت اللغة تلاشت الثقافة.”