بقلم : اسماعيل لمهدن
لقد أصبح الواقع المرير لمنظومة التعليم ببلدنا واضحا للعيان،لا يختلف فيه اثنان و لا يتناطح حوله كبشان،إلا من يريد أن يتعامى عن الحقائق ويلبسها جلباب زور مطروز بمفاهيم ومسميات كرتونية شتى من قبيل الرؤية الاستراتيجية،تجويد التعلمات،البعد التبصري و إنماء الكفاية الأساس ، التدخل الإجرائي، وباقي المصطلحات الطباشيرية الأخرى التي أصبحنا نشمئز اشمئزازا من سماع طنطناتها الفارغة الشكل و المضمون معا والتي عفا عنها زمان الحقائق المكشوفة الذي كشف فضائح اختلاس المال العام بما فيها قطاع التعليم، و لخير دليل على كلامي هذا هو جرائم اختلاسات الملايير الممليرة للمخطط الاستعجالي بدون حسيب ولا رقيب رغم التقارير المفزعة التي قدمها المجلس الأعلى للحسابات والتي أثبتت تورط الكثير من الوجوه السياسية و التعليمية البارزة في جرائم اختلاس وتبذير المال العام ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية عموما و ضد الشعب المغربي و أبنائه و تعليمهم خصوصا،بالمختصر المفيد و بدون لف ولا دوران وقبل الحديث عن تجويد التعلمات الأجدر أن يتم النبش في التقارير المقدمة من طرف المجلس الأعلى للحسابات و تفعيل المساطر القانونية في حق كل من ثبت في حقه المساس بالمال العام،سيما المسؤولين عن كل صفقات المخطط الاستعجالي و محاسبتهم بأشد العقوبات الممكنة للعبرة لا مغازلتهم بلغة كبيرهم الذي علمهم السحر(عفا الله عما سلف) والذي استفاد من تقاعد ريعي سمين من جيوب المغاربة لم يبذل فيه أدنى عناء و لم تنزل من جبينه قطرة عرق واحدة،ثم استرجاع تلك الثروة الهائلة التي تم السطو عليها باسم مفاهيم بيزنطية يتم اجترار مشابهاتها اليوم(مدرسة الجودة،تجويد التعلمات،التربية الدامجة…).
إن النهوض بالأوضاع المادية و الصحية و الاجتماعية و المهنية المزرية لمختلف الفاعلين في القطاع هي اللبنة الأساس و الخطوة الأولى لأي تغيير منشود و رد للاعتبار للمدرسة العمومية.
كفاكم ضحكا على الذقون،كفاكم تغليظا للمصطلحات،كفاكم تدميرا لتعليم الفقراء.
اهتموا بالإنسان قبل الشعارات و الجدران و العمران.
