أفادت بعض المصادر الإعلاميّة الفلسطينيّة وجود تقدّم كبير في ملفّ المصالحة الفلسطينيّة، عقبه تعثّر ملحوظ نظرًا لاعتبارات سياسيّة كثيرة.
ورغم أنّ حركتيْ فتح وحماس اتّفقتا مؤخّرًا على تنظيم انتخابات مشتركة في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، إلّا أنّ هناك مخاوف فلسطينيّة من احتمال إلغاء هذه الانتخابات.
استبشر الفلسطينيّون بإعلان حركتيْ حماس وفتح عزمهما المضيّ في مشروع المصالحة الذي تعثّر لسنوات طويلة،
ولعلّ إعلان دولة الاحتلال إسرائيل نيّتها افتكاك أراضي فلسطينية واسعة كان محرّكًا أساسيّا ودافعًا لخوض هذه الخطوة السياسيّة المهمّة.
ورغم الآفاق المحتملة لمبادرة سياسيّة من هذا النّوع إلّا أنّ التحدّيات التي تواجهها ضخمة ولا يمكن الاستهانة بها.
و من أهمّ التحدّيات المطروحة خيار المقاومة، بين من يدعم المقاومة المسلّحة ومن يتمسّك بالمقاومة الشعبيّة. نُلاحظ من خلال تصريحات قيادات حماس أنّ هناك شقًّا قويًّا داخل الحركة لا يزال متمسّكا بالمقاومة المسلّحة رغم الاتّفاق على تجنّب هذا الخيار والاعتماد على خيار المقاومة السلميّة الدبلوماسيّة.
ليس هذا فحسب ما يُهدّد مشروع المصالحة الفلسطينية، فدخول أنقرة المعروفة برغباتها التوسعية على الخط أثار حفيظة العديد من شركاء السلطة الفلسطينية، حيث تطرّق مسؤول فلسطينيّ في رام الله إلى المراسلات التي تتلقّاها السلطة من الدول العربيّة و الخليجية، وأشار إلى أنّ هذه الدّول تحذّر فتح والسلطة بصفة عامّة من خطر التقارب مع فصيل مدعوم من تركيا كحركة حماس والسماح لها بالدّخول إلى الضفّة الغربيّة ومزاولة نشاطها هناك بصفة طبيعيّة، لأنّه من المنتظر أن تُفخّخ الضفّة بخلايا نائمة وبمخازن أسلحة غير قانونيّة كما يحصل اليوم في لبنان.
من المتوقّع منذ البداية أن تواجه المفاوضات الفلسطينيّة تحدّيات في الطّريق. هذه التحدّيات لا يمكن تجاوزها إلا عبر الحوار الجادّ والصريح بين مختلف فعاليّات الساحة السياسيّة، الا ان هذا لا ينفي ضرورة التزام الحيطة و الحذر.
فالشعب الفلسطيني لم ينسى بعد احداث انقلاب غزة صيف 2007. فهل تُفلح الساحة الفلسطينية اليوم في تذليل هذه الصعوبات ؟