المغرب يبدأ رحلة إنتاج الغاز الطبيعي المسال.. تحول استراتيجي يغير ملامح قطاع الطاقة والاقتصاد الوطني
المغرب يشهد تحولاً هاماً في قطاع الغاز الطبيعي، حيث من المتوقع أن يبدأ في إنتاج الغاز الطبيعي المُسال لأول مرة في تاريخه مع نهاية العام الجاري. ويجري حالياً بناء محطة لتسييل الغاز المستخرج من حقل “تندرارة” في شرق المملكة، تحت إشراف شركة “ساوند إنرجي” البريطانية، التي صرّحت أن تجارب الإنتاج ستبدأ في الصيف المقبل. ومع بداية الإنتاج التجاري، يتوقع أن يصل الإنتاج إلى 10 ملايين قدم مكعب يومياً، ليزداد لاحقاً إلى 40 مليون قدم مكعب مع استكمال تطوير حقول أخرى.
يُعتبر حقل “تندرارة” أكبر حقل غاز بري في المغرب وأكبر حقل قيد التطوير، وهو سيسهم في تقليص واردات الغاز التي تعتمد عليها المملكة بشكل كبير في إنتاج الكهرباء وتجفيف الفوسفات وصناعة السيراميك والحديد. في سياق متصل، أكدت القناة السعودية أن المغرب ينتج حالياً أقل من 100 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، بينما يستورد باقي احتياجاته، والتي تقدر بنحو مليار متر مكعب سنوياً من السوق الدولية عبر خط أنابيب مع إسبانيا.
من المنتظر أن يتم بيع الغاز الطبيعي المسال من “تندرارة” لشركة “أفريقيا غاز”، إحدى أكبر الشركات في قطاع توزيع المحروقات بالمغرب، وهي تابعة لمجموعة “أكوا”. الحقل يمتلك رخصة استغلال على مساحة 133.5 كيلومتر مربع لمدة 25 عاماً منذ عام 2018، وتقدر الموارد فيه بنحو 10.67 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، بينما استثمرت “ساوند إنرجي” أكثر من 160 مليون دولار في عمليات التنقيب.
وفي خطوة هامة أخرى، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “ساوند إنرجي” أن الشركة قد أتمت صفقة مع شركة “مناجم” التي تقلص حصتها في الحقل ولكنها ستستمر في العمل مع الشريك الجديد. كما يُشيد المشروع بتشييد خط أنابيب جديد بقيمة 400 مليون دولار، يمتد على مسافة 120 كيلومتراً لربط “تندرارة” مع “خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي” الذي كان يمد المغرب بالغاز الجزائري قبل قطع العلاقات في 2021.
وتخطط “ساوند إنرجي” لحفر آبار استكشافية جديدة بتكلفة تصل إلى 25 مليون دولار، وتواصل استخدام التقنيات الزلزالية لاستكشاف الغاز في مناطق جديدة وسط المغرب. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الشركة طموحاتها في استكشاف الهيدروجين الأبيض، حيث أكدت وجود الهيدروجين الجيولوجي بشكل طبيعي في طبقات الصخور، مما يعكس التطور المستمر في قطاع الطاقة بالمغرب.
