افتتحت العاصمة المغربية الرباط اليوم الأربعاء، أشغال المؤتمر العالمي العشرين لأمن السكك الحديدية (UIC World Security Congress)، الذي يستمر يومين تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بحضور مسؤولين من الاتحاد الدولي للسكك الحديدية والمكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) ومن حوالي 30 دولة.
وأكد عبد الصمد قيوح وزير النقل واللوجستيك، خلال كلمته الافتتاحية “التزام المغرب بضمان الأمن والسلامة في القطاع السككي، ضمن رؤية شمولية تهدف إلى حماية الأشخاص والممتلكات والبنيات التحتية”, و أضاف أن هذا الالتزام يتجلى في تحديث أنظمة المراقبة والتحكم، وتعزيز الكفاءات البشرية عبر التكوين وإحداث هياكل متخصصة للأمن والتنسيق الميداني ضمن حكامة واضحة وفعالة تواكب المعايير الدولية.
وأشار الوزير إلى أن القطاع السككي الوطني “بذل جهودا كبيرة لتعزيز الأمن العملياتي مع الاعتماد على هيئة شرطة سككية مهيكلة في المحطات والمواقع الحساسة وعلى متن القطارات، مدعومة بشبكة واسعة من أعوان المراقبة وتقنيات متطورة تغطي جميع المحطات الرئيسية وخطوط السرعة العالية”, وأضاف أن المغرب يملك “مركزا للأمن يتيح تنسيقا مركزيا وسريعا للتعامل مع الحوادث، مما يعكس رؤية متكاملة تجمع بين العنصر البشري والتقنيات الذكية”.
كما شدد قيوح على التحديات الكبيرة التي يفرضها الأمن السككي على مستوى القارة الإفريقية، داعيا إلى إنشاء منظومات قوية لرصد المخاطر ومواجهة التحديات المتعددة التي تواجه القطاع.
وخلال المؤتمر تم التأكيد على الدور الحيوي للقطاع السككي في الاقتصاد الوطني، حيث يساهم بنسبة 10 في المائة من الناتج الداخلي الخام، ويستحوذ على حوالي 38 في المائة من الاستهلاك الوطني للطاقة، ويوفر فرص عمل لحوالي 10 في المائة من الساكنة النشيطة.
وشدد الوزير على أن القطاع السككي يخضع لمسار تحديث طموح ضمن النموذج التنموي الجديد، يهدف إلى تعزيز الربط بين المناطق المختلفة وتحسين نقل الأشخاص والبضائع، عبر برنامج استثماري بلغت قيمته 96 مليار درهم خلال العقدين الأخيرين.
واختتم عبد الصمد قيوح كلمته مؤكدا أن المؤتمر سيساهم في “تعزيز الالتزام الجماعي لضمان نقل سككي آمن ومرن ومستدام”، مشيرا إلى أهمية النقاشات والورشات التي ستثري أعمال المؤتمر.
