في ظل الجدل الكبير، الذي تفجر مؤخرا، والمتعلق بإشراف سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة الحالي، على إعطاء الجمعة الأخير انطلاق بناء مقر مركزي جديد لحزبه، بأحد أرقى أحياء العاصمة الرباط، ألا هو حي الرياض، هذا المشروع ستصل مدة إنجازه، سنتين ونصف تقريبا، وستصل كلفته الإجمالية 04 مليارات سنتيم، حيث يرتقب افتتاحه منتصف سنة 2023.
علاقة بالموضوع، فمساحة الوعاء العقاري، التي سيشيد عليها مقر “البيجيدي” الجديد، يبلغ 2429 مترا مربع، أما مساحته الإجمالية المغطاة فستصل إلى 8178 متر مربع، في الوقت الذي يضطر العديد من المواطنين المغاربة، المبيت في العراء، بالإضافة إلى سياسة الهشاشة والإقصاء، التي تعرفهما اغلب المناطق المغربية، والتي تفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة، خاصة في مناطق المغرب الغير النافع، كأقاليم أزيلال، وورززات، والرشيدية، وجرادة، وزاكورة، إلى غير ذلك من الأقاليم الأخرى المهمشة.
في هذه المناطق، طرق مهترئة، لا يصلح أغلبها للمشي العادي، فما بالك بسير السيارات، فمن يقوم بزيارة الطرق الرابطة بهذه الأقاليم، سيكتشف وبالملموس، أنها تناضل نضالا مريرا، لكي تتواصل فيما بينها، أما إذا قدر الله ووقعت حادثة سير، فلن تصل سيارات الإسعاف، إلا في الوقت الذي ستجمع فيه جثت الموتى، أما الطرق الأخرى الغير الرئيسية، فلم تكن حالتها جيدة لتسوء في هذه الأيام، فمنذ أن وجدت الطرق وهي سيئة للغاية، ولا تصلح لشيء أخر، غير أنها تدلك على وجود دواوير ومداشر، تعيش حالة النسيان والإهمال العميق، إن هذه المناطق تسوء حالتها مع إشراقة شمس كل يوم، و لا يكلف أحد نفسه من المسؤولين المركزيين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة الحالي، ووزراء حزبه، الذين خرج أغلبهم من رحم الأسر الفقيرة جدا، بأن يقوم بزيارة لهذه المناطق، ويقف على مطالب سكانها البسطاء، الذين لا يطلبون شيئا، غير معاملتهم كمواطنين، عليهم نفس واجبات المواطنة، ولهم كامل حقوقها، حالة هؤلاء المواطنين، تحاسب “تنظيم الإخوان”، الذي يسارع الزمن، من أجل تشييد مقر مركزي، بمبلغ مالي ضخم، يصل إلى حوالي 04 مليار سنتيم، في ظل التأثير المباشر، لأزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، على المستويين الاقتصادي والاجتماعي؟
جدير بالذكر، أن حزب العدالة والتنمية، وفقا لما أودع لدى المجلس الأعلى للحسابات من تقارير، فإن موارده الذاتية، لا تتجاوز 37.49 مليون درهم، في حين أن المقر المشار إليه، سيكلف خزينة الحزب، حوالي 38.5 مليون درهم.
