اعلان
اعلان
مجتمع

انهيار عمارة فاس: مأساة معلنة منذ سبع سنوات

اعلان
اعلان

بقلم: عبدالرزاق زيتوني

اعلان

في الساعات الأولى من يوم الجمعة، استفاق حي الحسني بمقاطعة المرينيين في مدينة فاس على فاجعة انهيار بناية سكنية من عدة طوابق، أودت بحياة أبرياء وخلّفت حزناً عميقاً في نفوس المغاربة. المأساة لم تكن مفاجئة، بل جاءت بعد سنوات من التحذيرات والتصنيفات الرسمية التي وضعت هذه البناية ضمن خانة “البنايات الآيلة للسقوط ذات الخطورة العالية” منذ سنة 2018.

وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، أكدت في أول تصريح إعلامي لها عقب الحادث، أن السلطات المحلية باشرت آنذاك إجراءات الإخلاء، وقبلت ثماني أسر مغادرة البناية، في حين أصرت خمس أسر أخرى على البقاء، رغم كل التنبيهات.

وقالت الوزيرة: “أشعر كما جميع المغاربة صباح اليوم بحزن كبير جراء هذا الحادث، وأقدم تعازي العميقة والحارة لأسر الضحايا”. كلمات صادقة تعكس وجعاً جماعياً، لكنها تفتح الباب مجددًا أمام سؤال مزمن: لماذا ننتظر وقوع الكارثة لكي نتحرك؟

اعلان

إن هذا الحادث يكشف بوضوح هشاشة آليات تنفيذ قرارات الإفراغ في مواجهة رفض بعض السكان، سواء بسبب ضعف الإمكانيات أو عدم توفر بدائل سكنية، أو ببساطة لعدم الإيمان بخطورة الوضع. كما يعري جزءاً من الخلل في التواصل بين السلطات والسكان، ويطرح تساؤلات حول دور الجماعات المحلية في المتابعة والردع.

اليوم، ونحن أمام مأساة إنسانية بكل المقاييس، لا يكفي تقديم العزاء. لا بد من تسريع وتفعيل البرامج الوطنية لإعادة تأهيل البنايات القديمة، وتوفير حلول واقعية وفعالة للساكنة المهددة. فالحياة لا تُقدَّر بثمن، والمباني المتهالكة ليست منازل، بل قنابل موقوتة تنتظر الانفجار.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى