
اشتكى خريجو معاهد التكوين المهني في الميدان الصحي، وبالتحديد تقنيو الإسعاف، من نقص المناصب المالية المخصصة لتوظيفهم في مختلف جهات المملكة، وهو ما أدى إلى تفاقم مشكلة البطالة في صفوفهم. وبالرغم من تخرج حوالي 200 تقني إسعاف سنويًا، إلا أن المناصب المتاحة لا تتجاوز 80 منصبًا في السنة، مما يخلق فجوة كبيرة بين عدد الخريجين والمناصب المالية المتوفرة.
في بيان صادر عن التنسيقية الوطنية لخريجي معاهد التكوين المهني في الميدان الصحي، دعا أعضاء التنسيقية إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتوسيع فرص التشغيل في هذا المجال، مطالبين بتقليص عدد المتدربين الجدد أو حتى وقف التكوين في هذا القطاع مؤقتًا في حال استمر الوضع على ما هو عليه. كما شددوا على ضرورة تخصيص المزيد من المناصب المالية لتوظيف تقنيي الإسعاف في مختلف الجهات، مشيرين إلى أن الخريجين تلقوا تكوينًا يستغرق سنتين في هذا المجال ويستحقون فرصة عمل تلائم مستواهم التدريبي.
وأفاد أحد أعضاء التنسيقية أن الوضع أصبح مقلقًا للغاية، حيث أن البطالة باتت تهدد مستقبل العديد من الخريجين في كل سنة، خاصة في ظل الزيادة المستمرة في عدد الخريجين وعدم تناسب ذلك مع العدد المحدود للمناصب المتاحة. وأضاف أن مقترح تقليص أعداد المتدربين أو إيقاف التكوين في هذه الشعبة هو نتيجة للتزايد المستمر في عدد الخريجين، وهو ما يؤدي إلى تفاقم مشكلة البطالة.
فيما يخص التوظيف، أُجريت مباريات لتوظيف تقنيي الإسعاف في مارس الجاري، لكنها لم تلبِّ احتياجات السوق. حيث تم تخصيص عدد قليل جدًا من المناصب في بعض الجهات، مثل جهة الشرق التي حصلت على 20 منصبًا فقط، وجهة طنجة-تطوان-الحسيمة التي حصلت على 22 منصبًا، بينما كانت بعض الجهات الأخرى مثل الرباط-سلا-القنيطرة وسوس-ماسة قد حصلت على 8 مناصب فقط.
وأشارت التنسيقية إلى أن هذه المناصب لا تكفي بتاتًا لاستيعاب العدد الكبير من الخريجين الذين وصلوا إلى 300 تقني إسعاف هذا الموسم، ما يزيد من معاناتهم ويجعلهم في موقف صعب خاصة في ظل أملهم الكبير في الحصول على وظيفة في القطاع العام وسد العجز في مجال النقل والإسعاف الصحي.