شكل اللقاء الذي عقدته لجنة شكيب بنموسى المكلفة بصياغة النموذج التنموي،مع فعاليات المجتمع المدني ومكونات الإقتصاد الإجتماعي والتضامني وفعاليات فكرية وأكاديمية تنتمي لإقليم جرادة بالإضافة الى نشطاء الحراك الإجتماعي يوم السبت 29 فبراير الجاري، بمدينة جرادة، فرصة مهمة لتسليط الضوء على المشاكل التي تعاني منها ساكنة الاقليم جراء إغلاق مناجم الفحم والأسباب الحقيقية التي أدت إلى الإحتقان والحراك الإجتماعي، وهو اللقاء الذي عرف نقاشا رفيع المستوى، حيث تم تشخيص الوضع الذي يعرفه الإقليم بشكل موضوعي وعقلاني بعيدا كل البعد عن لغة الخشب.
وذكرت مصادر منبر 24 أن اللقاء الذي انعقد بمركز الاستقبال، وحضره كل من شكيب بنموسى رئيس اللجنة، مصطفى التراب، كريم التازي، ادريس كسيكس، وأعضاء من اللجنة، إلى جانب نشطاء حراك جرادة والمعتقلين السابقين ومثقفي المنطقة، أبان عن الحس الوطني العالي الذي تتمتع به ساكنة الاقليم.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى ان اللقاء طغت عليه لغة الشفافية والوضوح، إذ سادت المكاشفة ووضع اليد على الداء الحقيقي لعطب التنمية بالإقليم،بعيدا عن لغة المجاملة والمحاباة، اللقاء بشكل كبير جدا، وهو ما جعل اللجنة تعبر عن إنبهارها، خاصة وأن المتدخلين أماطوا اللثام عن حجم المعاناة الحقيقية التي يعيشون على وقعها امام تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، والكشف عن وجهة نظرهم فيما يخص تنمية إقليم جرادة عبر البناء المشترك.
وكشفت المصادر ذاتها، عن اللقاء الذي انعقد بدون أي وساطة من السلطات الاقليمية والولائية، تم خلاله تسليط الضوء على مختلف البرامج التنموية بالاقليم منذ إغلاق المناجم، حيث تم انتقادها مع الوقوف عند إيجابياتها وسلبياتها.
وعبر المتدخلون عن انتظاراتهم من تحقيق نموذج تنموي متكامل يراعي لخصوصية الاقليم ويساهم في اقرار مناصب الشغل وإمتصاص شبح البطالة الذي يخيم على المنطقة بشكل مهول، في حين أكدوا على ضرورة اعتماد مقاربة مغايرة وجذرية وبلورة المشاريع المبدعة والخلاقة على أرض الواقع تضع الإنسان والرأسمال البشري في قلب المعادلة التنموية بعيدا عن المقاربة اللحظية والمسكنة والإستعجالية والتقنية المحضة.