يحبس العالم أنفاسه خلال الفترة الممتدة من 23 شتنبر الحالي إلى ال 27 منه وهي الفترة التي ستقوم فيها روسيا بإستفتاءات عامة عبر الغرفة السفلى في البرلمان الروسي( الدوما) في الأقاليم الاربعة المحتلة من تراب اوكرانيا و يتعلق الأمر بجمهوريتي ( دونتيسك و لوكانسك) التابعتين لمنطقة دومباس بالإضاقة الى منطقة زابورجيا التي تحتوي على المحطة النووية و في الاخير منطقة خيرسون مع استثناء خاركاييف بعد انسحاب الروس منها خلال المدة الأخيرة. نجاح الاسفتاءات في هذه المناطق و انضمامها الى الاراضي الروسية الخالصة سيحسم عدة أمور لفائدة موسكو و يجعل الموقف و الاستراتيجية الامريكية في وضعية ضعف مادامت الهجومات المضادة التي استعملت في استرجاع خاركاييف لم تستطع ايقاف الاستفتاء في هذه الأقاليم، وهو إعلان عن هزيمة امريكا في الصراع الأوكراني. لذا يتوقع الملاحظون أن تزيد الهجومات على هذه الأقاليم لإفشال الاستفتاءات او القيام بصفقة حول وقف إطلاق النار مقابل وقف الاستفتاء.
و في حالة نجاح هذا الاخير، فإن أي هجوم على هذه الأقاليم يعتبر اعتداء على التراب الروسي مما يدفع بوتين الى استعمال السلاح التكتيكي النووي او الاستراتيجي لتدمير أوكرانيا و الوصول الى حدودها الغربية و احتلال كييف و هو سيناريو تخشاه الدوائر الغربية لأنه سيفضح عجزها عن الدفاع عن اراضي دولة حاولت الانضمام الى حلف الشمال الأطلسي. لذا فإن تأمين هذه المناطق من طرف روسيا و ضمان مراقبة بحر ازوف جهة خيرسون هو قرار يعود لبوتين لترك الحدود مع اوكرانيا في خاركاييف حتى لا تنضم كييف الى الناتو. فهل يتجه الغرب الى دعم اوكرانيا من خلال هجوم مضاد يشوش من خلاله على الاستفتاءات في هذه الأقاليم التي يعتبرها صورية تضطر فيه موسكو الى استعمال السلاح الغير التقليدي المدمر ؟ أما ان ميلاد عالم جديد متعدد الاقطاب بقيادة روسيا قد بدأت معالمه تظهر ؟05 أيام ستكون عصيبة على العالم .