بدأت شركة “كوكا كولا” في بلجيكا هذا الأسبوع عملية سحب كميات كبيرة من منتجاتها في عدة دول أوروبية، بسبب زيادة نسبة مادة الكلورات في بعض من هذه المنتجات. وهذه المادة قد تشكل خطراً صحياً، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من نقص في اليود، كما أكدت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية. وأوضحت الشركة أنها بدأت هذه العملية في بلجيكا، هولندا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا ولوكسمبورغ منذ نهاية شهر نونبر الماضي، داعية المستهلكين إلى عدم استهلاك المنتجات المعنية، بل إعادتها إلى نقاط البيع لاسترداد المبالغ المدفوعة.
وفي الوقت الذي تزايدت فيه التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الحملة ستشمل السوق المغربية، أوضح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) أن المغرب ليس جزءاً من هذه العملية. وأكد أن المنتجات المسحوبة تم إنتاجها وتوزيعها في الأسواق الأوروبية فقط، ولا علاقة لها بتلك المباعة في المغرب. كما أشار المصدر ذاته إلى أن “كوكا كولا المغرب” تعتمد على الإنتاج المحلي، مع التقيد الصارم بالمعايير الصحية المعتمدة في البلاد، مما يجعل منتجاتها بعيدة عن هذا القرار الأوروبي. كما أكد أن أي منتج غذائي يتم تداوله في السوق المغربية يخضع لرقابة صارمة للتأكد من سلامته وجودته.
من جانب آخر، أشار الخبراء في سلامة الأغذية إلى أن الكلورات قد تلوث الأطعمة والمشروبات نتيجة لاستخدام مركبات الكلور كمطهرات في معالجة المياه. ورغم أن هذه المواد قد لا تشكل خطراً في كميات صغيرة، إلا أن التعرض المستمر لها بكميات كبيرة قد يؤثر على الغدة الدرقية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية خاصة. ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها سحب منتجات غذائية في الأسواق الأوروبية بسبب مخاوف صحية، وهو ما يبرز أهمية المراقبة المستمرة والشفافية في حماية المستهلكين.
تبرز هذه الحادثة أهمية المتابعة المستمرة للمعايير الصحية في المنتجات الغذائية الموزعة في الاسواق العالمية, بالاضافة إلى ضرورة الشفافية في التعامل مع المستهلكين في حال حدوث أي مخاطر صحية. وبالرغم من أن المغرب ليس معني بهذا السحب, فان اليقظة في مراقبة جودة المنتجات الغذائية تظل اولوية لضمان صحة وسلامة المواطنين.
