
أطلقت الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي برنامجًا تدريبيًا يمتد لعدة أسابيع في الأقاليم الثلاثة التي تشهد زراعة القنب الهندي بشكل قانوني. ويهدف البرنامج إلى تحسين جودة الإنتاج الفلاحي وضمان تسويق المنتجات في الأسواق الدولية. وحسب مصدر مسؤول في الوكالة، فإن هذه الدورات التكوينية التي تمتد لمدة أسبوعين في كل إقليم من الأقاليم المعنية، تأتي في إطار تنفيذ الاتفاقية التي تم توقيعها في يناير الماضي. وتتضمن الدورات تدريب الفلاحين والتعاونيات والمستثمرين على أفضل الممارسات الزراعية، بدءًا من اختيار البذور وتحضير الأراضي، مرورًا بالتسميد، والسقي، وصولًا إلى الحصاد والتجفيف، وذلك وفقًا لمعايير “Bons Pratiques de Production Agricole” التي تضمن جودة عالية للمنتجات.
وتتمثل إحدى الأهداف الرئيسية لهذه الدورات في تمكين الفلاحين المشاركين من الحصول على شهادة الممارسات الزراعية الجيدة، وهي شهادة أساسية تسمح ببيع المنتجات المغربية في الأسواق العالمية. كما يتخلل البرنامج التكويني تنظيم اجتماعات موازية مع مكاتب شهادات المطابقة، وذلك لضمان توافق المنتجات مع المعايير الدولية المطلوبة من قبل المشترين الأجانب. وهذا بدوره يساهم في تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المغربية في الأسواق الخارجية.
وتتابع المديريات الإقليمية سير تنفيذ البرنامج، حيث تم توقيع اتفاقيات تعاون بين المكاتب المعنية والتعاونيات والمستثمرين لضمان التزام جميع الأطراف بالمعايير المحددة. وأشار المصدر إلى أن هذه الجهود قد أثمرت نتائج إيجابية على مستوى الإنتاجية، حيث شهد متوسط المردودية ارتفاعًا ملحوظًا من 18 قنطارًا للهكتار في العام الماضي إلى 50 قنطارًا للهكتار بالنسبة للمنتجين الذين التزموا بالممارسات الفلاحية الجيدة. وهو ما يعزز من فرص التنافسية للمنتجات المغربية في الأسواق العالمية.ويعد هذا البرنامج خطوة هامة نحو تحسين الإنتاجية، رفع الجودة، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الفلاحية المغربية على الصعيد الدولي.
و الجدير بالذكر أن قطاع القنب الهندي في المغرب قد شهد تطورًا ملحوظًا خلال الموسم الماضي، حيث ركزت الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي على تعزيز التزام المزارعين وتطوير الإطار التنظيمي للقطاع. وفي هذا السياق، منحت الوكالة 3371 رخصة، منها 3056 رخصة لزراعة القنب و315 رخصة للأنشطة المرتبطة مثل التحويل والتصدير.كما تم اعتماد 7.6 ملايين بذرة مستوردة و1717 قنطارًا من بذور محلية، مما سمح بزراعة 2169 هكتارًا. وقد تم إنتاج 4082.4 طنًا من القنب الهندي، حيث توزعت المساحة المزروعة بين 1701 هكتارًا من الصنف المحلي “بلدية” و468 هكتارًا من أصناف مستوردة.