منبر 24
في خطوة مفاجئة، تراجع القنصل العام لإسرائيل في جنوب غرب المحيط الهادئ، إسرائيل بشار، عن تصريحاته التي أشار فيها إلى إمكانية ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى المغرب، والتي كانت قد أثارت جدلاً واسعاً. واصفًا تصريحاته الأولى بأنها “غير لائقة”، ليعدل لاحقًا توصيفها إلى “غير دقيقة”، دون أن يقدم أي توضيحات إضافية حول أسباب هذا التصحيح أو السياق الذي وردت فيه.
وكانت تصريحات بشار قد أدلى بها خلال مقابلة مع صحيفة “التليغراف” البريطانية، حيث تحدث عن سعي إسرائيل لإيجاد وجهات بديلة لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة، في وقت رفضت فيه كل من مصر والأردن استقبالهم. وأضاف في حديثه لشبكة CBS News أنه جرى طرح ثلاث وجهات محتملة، من بينها المغرب، لاستقبال الفلسطينيين، إلى جانب الصومال ومنطقة بونتلاند ذات الحكم الذاتي.
على الرغم من ذكر المغرب في هذه التصريحات، لم يصدر أي رد رسمي من الحكومة المغربية، سواء بتأكيد أو نفي هذه المزاعم. يُذكر أن المملكة المغربية تلتزم بموقف ثابت في دعم القضية الفلسطينية، وترفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مع تأكيدها المستمر على ضرورة التوصل إلى حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
من جهة أخرى أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتبرها الكثيرون محاولة لتحويل الأزمة الفلسطينية إلى مسألة إقليمية، بدلاً من السعي لإيجاد حلول جذرية وعادلة للقضية الفلسطينية. جاء ذلك في وقت تصاعدت فيه التوترات حول الوضع في قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر تداعيات إنسانية كارثية تهدد مصيرهم.
وكان ترامب قد صرح خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة “ستسيطر على قطاع غزة” وأن الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع سيتم إعادة توطينهم في دول أخرى. هذا الطرح لاقى رفضًا واسعًا من حلفاء وخصوم واشنطن على حد سواء، إذ ينظر إليه الكثيرون كخطوة تصعيدية قد تؤجج الصراع بدلاً من أن تسهم في إيجاد حل يحقق السلام والاستقرار
