أعلنت شركة “ألستوم” الفرنسية عن التزامها بتزويد المغرب بـ 18 قطارًا فائق السرعة من طراز “أفيليا أوريزون”، وذلك في إطار جهودها لتوسيع شبكة السكك الحديدية في المملكة. وأوضحت الشركة في بيان لها اليوم الجمعة أنها وقعت عقدًا مع المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي بقيمة 781 مليون يورو لتوريد هذه القطارات، حيث تم تسجيل هذا الطلب في الربع الأخير من السنة المالية 2024/2025.
وأوضح البيان أن هذه القطارات، التي تأتي بطابقين، ستسهم في تسريع حركة النقل بين طنجة ومراكش بشكل ملحوظ، مما يقلل من مدة الرحلة ويقلص من البصمة الكربونية. كما ذكر أن توسيع خط القطار فائق السرعة ليشمل مراكش سيساعد في تعزيز الربط بين المدن المغربية الكبرى، مما يسهم في تسهيل التنقل للمسافرين.
وفي هذا السياق، أكدت “ألستوم” أن قطارات “Avelia Horizon” هي أحدث جيل من القطارات المكونة من طابقين، وتتمتع بقدرة على العمل بسرعات تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة، ما يجعلها من بين أسرع القطارات في العالم. كما تتميز هذه القطارات بتوفير مرونة تشغيلية عالية وتجربة سفر مريحة للمسافرين.
القطارات الجديدة تتمتع أيضًا بتقنيات متطورة تساعد في تقليل تكاليف التشغيل، إذ تم تصميمها بحيث تحتوي على عدد أقل من عجلات التدوير، مما يقلل من تكاليف الصيانة بنسبة 30%.
في نفس السياق، أكدت شركة “ألستوم” الفرنسية في بيان لها أن قطارات “Avelia Horizon” الجديدة توفر مستوى استثنائيًا من الخدمة والراحة، حيث تتمتع بأعلى سعة استيعابية للمقاعد في السوق، ما يساهم بشكل كبير في تقليل إجمالي تكلفة الملكية لكل مقعد. هذه الميزة تعزز من جاذبية القطارات الجديدة كمشروع مستدام وفعال من حيث التكلفة.
ويأتي هذا الإعلان في وقت قريب من إشادة سفارة فرنسا في الرباط بتقديم تمويل للمملكة المغربية بمقدار 781 مليون يورو على شكل قرض لشراء 18 قطارًا فائق السرعة من “ألستوم”، وذلك لصالح المكتب الوطني للسكك الحديدية. وأوضح بيان السفارة أن هذا التمويل يأتي في إطار التعاون المالي بين البلدين في قطاع السكك الحديدية، والذي تم الإعلان عنه خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر 2024.
كريستوف ليكورتييه، السفير الفرنسي في المغرب، أشار بدوره إلى أن هذا التمويل الاستثنائي يعكس الشراكة القوية بين فرنسا والمغرب في قطاع السكك الحديدية، وهو ما يساهم في استمرار النجاح الكبير الذي حققه القطار فائق السرعة بين طنجة والقنيطرة، الذي نقل حوالي 5 ملايين مسافر في عام 2024. كما لفت السفير إلى أن هذا المشروع يسهم في توسيع شبكة السكك الحديدية إلى مراكش، معتبرا أن هذه التوسعة ستكون محركًا حيويًا للتنمية الاقتصادية في المملكة، ويواكب أيضًا استعدادات المغرب لاستضافة كأس العالم 2030.
