منبر24
تعيش الأسواق العالمية على وقع توترات شديدة عقب الضربة الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية في إيران، في تصعيد ينذر بتبعات اقتصادية واسعة، خاصة في قطاع الطاقة. وفي هذا السياق، توقع خبراء مغاربة أن تشهد أسعار المحروقات في المغرب ارتفاعات ملموسة خلال الفترة المقبلة، وسط مخاوف من تطورات محتملة في منطقة الخليج.
ويُعد مضيق هرمز أحد أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم، إذ تمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، وتؤثر أي اضطرابات فيه بشكل مباشر على أسعار النفط ومشتقاته.
وحذّر الحسين اليماني، رئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول “سامير”، من أن الضربة الأمريكية تنذر بردود فعل إيرانية، من بينها احتمال إغلاق مضيق هرمز، مما يعني ارتفاعًا حادًا في أسعار النفط على المستوى الدولي، وبالتالي في السوق المغربي، الذي يعتمد بشكل كلي على الاستيراد.
وأضاف اليماني أن هذه التطورات تفاقم المخاوف من ندرة المواد الطاقية، مشيرًا إلى أن المغرب “مرتبط بهذه الأحداث بشكل مباشر، خصوصًا في ظل غياب مصفاة وطنية قادرة على تأمين احتياطي استراتيجي”.
من جانبه، رجّح الخبير الاقتصادي خالد حمص أن ترتفع أسعار المحروقات الوطنية إلى مستويات غير مسبوقة، في حال تطورت الأزمة نحو إغلاق الممر البحري الحيوي. واعتبر أن “المعادلة واضحة: كلما زادت التوترات الأمنية في المناطق الحيوية، ارتفعت الأسعار في الدول المستوردة، ومنها المغرب”.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، فقد سجلت أسعار النفط العالمية، صباح الإثنين، ارتفاعًا ملحوظًا في التعاملات المبكرة، مدفوعة بمخاوف من اضطرابات في الإمدادات بعد الضربة الأمريكية.
وتنتج إيران حوالي 3.3 ملايين برميل من النفط يوميًا، لكنها تصدّر نصف هذه الكمية فقط، بينما يُستهلك الباقي محليًا.
وتبقى أحد أقوى الردود المحتملة من طهران، وفق مراقبين، هو السعي إلى إغلاق مضيق هرمز، ما من شأنه أن يعمق أزمة الطاقة العالمية، ويلقي بظلاله على اقتصادات هشة مثل الاقتصاد المغربي.
