منذ بداية المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني كان المغرب ولازال نعم السند والمؤازر للاشقاء الفلسطنيين فيى قضيتهم، بل وكان سباقا لجل المبادرات لحل القضية الفلسطينية، طيلة العقود التي خلت .
خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر سنة 1987، كانت صدمة الوفد المغربي بضيف غير مرحب به بل واسمه غير مدرج بين ضيوف القمة صفعة مدوية من منظمة التحرير الفلسطينية، التي دعت العدو اللدود للمغرب، زعيم الجبهة الوهمية أن ذاك، محمد عبد العزيز ، صفعة عجلت بعودة الوفد المغربي للرباط، وخطاب أني لجلالة الملك الحسن الثاني قدس الله سره، حين خاطب الشعب المغربي بخطابه الشهير: “أقول ولا أريد التهديد ولكن لضمير المغاربة فإن قام فلسطيني يتكلم عن فلسطين وبقي أي مغربي جالسا فإنه إنتقاما لروح شهدائنا الذين وصفو بالصهاينة لأن هنا وجب الحسم بين السياسة والشرف” ..
ويرجع مضمون خطاب جلالة الملك الحسن الثاني، إلى الغصة التي خلفتها ردة فعل منظمة التحرير الفلسطينية في شخص ياسر عرفات، حيث صرح جلالته ليومية: “لو نوفيل أبسيرفاتور” “Le nouvel observateur” سأقول لكم إن رد الفعل الذي أحزنني أكثر لو أن سلبيته معتدلة نسبيا هو موقف ياسر عرفات الذي عملت على القبول به في قمة فاس كسلطة وحيدة في منظمة التحرير .. هل تعلمون بماذا أجابني شيمون بيريز لما سألته عن مدى استعداده للتفاوض مع المنظمة ؟. قال لي اي منظمة ؟ منظمة دمشق أم منظمة أم منظمة تونس أو طرابلس” …
لقد كان إنزعاج الملك الحسن الثاني من المقلب المبيت لمنظمة التحرير، وهكذا اختفت فلسطين من جدول نقاشات المغاربة وأصبح موضوع فلسطين وقضيتها متجاوزا، لقد كانت غصة منظمة التحرير بمثابة طعنة الغدر، حيث أردف الراحل الحسن الثاني في خطابه، “الحادث هزيل وثقيل هزيل لأن المتصرفين تصرفو تصرف الصبيان وثقيل لأن ظلم ذوي القربى أوقع على المرء من وقع الحسام المهند” …