
منبر 24
تتصاعد المخاوف من ضعف المناعة لدى أطفال وشباب هذا الجيل، وهي ظاهرة يربطها عدد من الأطباء والمتخصصين في التغذية والسكري والغدد بأسلوب الحياة العصري والنظام الغذائي المعتمد على أطعمة مصنعة وفقيرة بالعناصر المغذية. ويرى هؤلاء الخبراء أن معالجة هذه الأزمة الصحية تتطلب تدخلًا عاجلًا لتعديل النمط الغذائي وضمان تقوية مناعة الأجيال القادمة.
في هذا السياق، أوضحت هيام اليوسفي، أخصائية في الحمية والتغذية، أن النظام الغذائي غير المتوازن، القائم على الإفراط في السكريات والزيوت المهدرجة، يُعد من أبرز الأسباب وراء ضعف المناعة. وأشارت إلى أن غياب الخضر والفواكه عن مائدة الأطفال يحرم أجسامهم من مضادات الأكسدة والفيتامينات الضرورية، بينما يؤثر نقص البروتينات عالية الجودة سلبًا على الأداء المناعي، خاصة إذا كانت مصادر البروتين تحتوي على مضادات حيوية وهرمونات.
ولفتت اليوسفي إلى أن اختلال التوازن بين الأوميغا 3 والأوميغا 6 يُحدث اضطرابات في الجهاز المناعي، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مناعية ذاتية والتهابات مبكرة، بالإضافة إلى اضطرابات النمو وارتفاع خطر الإصابة بالكولسترول في سن مبكرة.
من جانبها، شددت الطبيبة ليلى بلهادي بنسامي، المختصة في الغدد والسكري والتغذية، على أن التغذية السليمة تشكل العمود الفقري لبناء جهاز مناعي قوي منذ الولادة، مؤكدة أن الرضاعة الطبيعية الحصرية في الأشهر الستة الأولى ثم إدخال الأطعمة الطبيعية بشكل متوازن يعدان حجر الأساس لتعزيز المناعة خلال الطفولة والمراهقة.
كما حذرت بنسامي من الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الأطعمة الجاهزة والمشروبات الغازية والدهون غير الصحية، مشيرة إلى أن سوء التغذية لا يعني قلة الطعام فقط، بل يشمل أيضاً ضعف التوازن بين العناصر الأساسية مثل الحديد والكالسيوم، ما يؤدي إلى أمراض مثل فقر الدم وهشاشة العظام ويضعف قدرة الجسم على مقاومة الميكروبات.
وفي ختام توصياتهما، دعا الخبراء إلى اتباع نمط غذائي صحي ومتوازن يشمل تناول الحليب ومشتقاته والبيض أو اللحوم أو الأسماك يوميًا، إلى جانب الفواكه والخضر الطازجة، والزيوت النباتية الصحية والمكسرات، مع تجنب الأطعمة المصنعة والمضافات الصناعية، وتشجيع الأطفال على شرب الماء وممارسة الرياضة بانتظام. كما أوصوا بالاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والبريبيوتيك لدورها الفعال في تعزيز مناعة الجهاز الهضمي، وبالتالي مناعة الجسم ككل.