
ختام متميز لمهرجان سينما الشباب ببيوكرى..فيلم “الفنان” يتوَّج والجمهور يصنع اللحظة (صور)
أسدل مهرجان سينما الشباب للفيلم القصير بمدينة بيوكرى، إقليم اشتوكة آيت باها، ستار دورته التاسعة ليلة أمس، بعد أيام غنية بالعروض السينمائية والأنشطة الثقافية، أكدت مرة أخرى مكانته كموعد سنوي راسخ يحتضن الإبداع ويمنح للمواهب الشابة فرصة التألق والظهور.
وقد كان الحدث الأبرز تتويج فيلم “الفنان” لمخرجه رشيد أعنطري بالجائزة الكبرى للمهرجان، وهو تتويج استحقه بجدارة بفضل رؤية جريئة وصنعة فنية متقنة ورسالة إنسانية لامست قلوب لجنة التحكيم والجمهور. الفيلم قدّم تجربة بصرية محكمة أثبتت أن السينما الشابة قادرة على إنتاج أعمال قوية تنافس بثقة وتترك أثرًا عميقًا في الذاكرة.
وعلى هامش الحفل الختامي، تم تكريم شخصيتين بارزتين قدّمتا الكثير للإقليم، وهما السيد العربي بوليد، رئيس جماعة إمي مقورن، تقديرًا لجهوده في دعم الفعل الثقافي ورعاية المبادرات الفنية، والسيد عبد الإله أيت أحمد، الحكم الدولي في رياضة الكرة الحديدية، اعترافًا بمساره الرياضي المتميز وبصمته اللامعة في تمثيل الإقليم داخل وخارج الوطن.
الحفل عرف حضورًا جماهيريًا واسعًا، عكس شغف سكان بيوكرى بالفن السابع وتحول المهرجان إلى تقليد سنوي مُلهِم ينتظره الجمهور بشغف كبير. تصفيقات حارة، لحظات احتفالية، وتفاعل قوي مع مختلف التتويجات جعلت من ليلة الختام لوحة فنية تؤكد نجاح هذه النسخة وتميّزها.
وتنوّعت الجوائز التي وزّعها المهرجان بين السيناريو والإخراج وأحسن دور رجالي ونسائي، إضافة إلى جوائز مسابقة المرحوم أحمد بادوج “بخطوات كبيرة”، التي تحمل في كل دورة معنى الوفاء لفنان ترك بصمة خالدة وترسخ دعم المواهب الصاعدة.
كما تميزت دورة هذا العام بأنشطة موازية ثرية، من بينها تنظيم لقاءات ماستر كلاس مع تلامذة ثانوية المرينيين التأهيلية بجماعة إمي مقورن، حيث أتاح الفنانون والمختصون للتلاميذ فرصة استكشاف مهن السينما وفهم تقنياتها وتغذية شغفهم بها. إلى جانب ذلك، تم تنظيم خرجة استكشافية إلى المعلمة التاريخية إيكودار إيكونكا، أحد أقدم النظم التخزينية الجماعية في العالم، في رحلة أعادت الضيوف إلى عمق التراث الأمازيغي وأضاءت جوانب من تاريخ المنطقة.
وفي فضاء أسديم الإيكولوجي الطبيعي بمنطقة أيت باها، عاش المشاركون جلسة نقاش مفتوح حول الأفلام المتنافسة، جمعت بين جمال الطبيعة وعمق التحليل الفني، بعد وجبة غداء وجلسة شاي على شرف الضيوف، في أجواء تفاعلية أغنت رؤية الشباب المشاركين وفتحت أمامهم آفاقًا جديدة.
واختُتمت الدورة التاسعة بأجواء فنية راقية، امتزجت فيها الموسيقى بالفرح، والاحتفاء بالابتسامات، ليطوي المهرجان صفحة جديدة من مساره المشرق، ويؤكد مرة أخرى أنه فضاء حقيقي للإبداع وفرصة ذهبية للمواهب الصاعدة. دورة تنتهي… لكن أثرها يظل نابضًا وحاضرًا في ذاكرة كل من شارك فيها.
السينما تجمعنا.. وبيوكرى تواصل كتابة فصل جميل في مسار الفن السابع بإقليم اشتوكة آيت باها.







