بلغ حنق الفرنسيين على حكومة بلادهم درجة غير مسبوقة عكستها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وذلك نتيجة وقوعها في العديد من الأخطاء خلال تدبيرها أزمة وباء كورونا، وهو الأمر الذي بلغ ذروته هذا الأسبوع مع حرمان الأطقم الطبية وسائر المواطنين من 16 مليون قناع كانت قادمة من الصين، بعدما اكتشفت سلطات هذه الأخيرة أن ربان إحدى الطائرتين مصاب بالعدوى.
وكشفت صحيفة “لوموند” عن تفاصيل هذه الفضيحة، حيث أوردت أن أفراد طاقم الطائرتين التابعتين للخطوط الجوية الفرنسية “إير فرونس” الذين وصلوا إلى مطار شانغهاي بالصين في 31 مارس الماضي، والذين كان من المفترض أن يعودوا بشحنة من 16 مليون قناع لتخفيف حدة نقصان الكمامات يوم 6 أبريل، خضعوا لفحص فيروس “كوفيد 19” ليتم اكتشاف إصابة أحد الربابنة.
وأثارت هذه الواقعة غضبا كبيرا داخل فرنسا تم التعبير عنه بخطابات حادة تارة وساخرة تارة أخرى، كما كان الشأن بالنسبة للقناة الإخبارية لشبكة “كنال بلوس” التي وصفت الأمر بأنه “أشبه بنكتة”، موردة أن الطيار المريض لم يخضع للفحص في فرنسا، ولكن عندما وصل للصين حيث الفحوصات إجبارية للقادمين من الخارج كانت النتيجة إيجابية، ما أدى إلى وضعه رهن الحجر الصحي ووقف إجراءات نقل الشحنة.
ووفق وسائل الإعلام الفرنسية، فإن السلطات الصينية لم تصادر الشُّحنة، وإنما قامت بالتحفظ على جميع أفراد الطاقم المرافق للطيار المصاب، ما يعني أن على فرنسا الاستعانة بطائرتين أخريين وإعادة شحنهما قبل نقل الأقنعة إلى أراضيها، في الوقت الذي ترتفع فيه نداءات الأطقم الطبية والمواطنين بضرورة تغطية النقص الحاصل في الكمامات تزامنا مع وصول أعداد المصابين إلى نحو 114 ألفا.
أما عبر منصات التواصل الاجتماعي فأضحى الفرنسيون يقارنون بين وضعهم ووضع المغاربة بعد إعلان الرباط عن تصنيع 2,5 مليون كمامة يوميا مع إلزام جميع المواطنين الذين يضطرون للخروج إلى الشارع بارتدائها، وهو ما دفع العديد من المعلقين إلى مطالبات سلطات باريس بالعمل على استيرادها من المغرب.
وكان حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، قد أكد أن “دولا أوروبية كبرى” اتصلت بالمغرب من أجل مدها بحاجياتها من الكمامات، وأنه سيعقد اجتماعا مع مسؤولي إحداها اليوم الخميس حول هذا الموضوع، لكنه أكد أن الشروع في تصديرها لن يتم إلا بعد تحقيق المغاربة اكتفاءهم الذاتي من تلك الأقنعة.