منبر 24
أعلنت شركة “ديب سيك” الصينية عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي (DeepSeek-R1) بميزانية تدريب منخفضة لم تتجاوز 5.6 ملايين دولار، ما أحدث صدمة في الأسواق المالية الأمريكية، وأدى إلى تراجع أسهم شركات التكنولوجيا، خاصة “إنفيديا”، التي فقدت 600 مليار دولار من قيمتها السوقية. هذا التطور يعكس قدرة الصين على تطوير تقنيات متقدمة رغم العقوبات الأمريكية، مما يثير تساؤلات حول استمرار الهيمنة الأمريكية في هذا المجال.
جاء رد واشنطن عبر مشروع “ستارغيت”، الذي يستثمر 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، لكن قدرة “ديب سيك” على تحقيق نتائج تنافسية بميزانية محدودة تُعيد النظر في معايير التفوق التكنولوجي. كما أن اعتماد الصين على تصنيع رقائق محلية رغم القيود الأمريكية يعكس تحولا إستراتيجيا قد يؤثر في موازين القوى التكنولوجية والاقتصادية العالمية.
يرى المستثمرون أن هذا التحول يطرح تحديات جديدة أمام الشركات الأمريكية، خاصة في ظل التباين في وجهات النظر بين من يرى في انخفاض أسعار الأسهم فرصة استثمارية، ومن يحذر من انهيار محتمل لفقاعة الذكاء الاصطناعي. ومع تزايد المخاوف من استغلال هذه التقنيات في الهجمات السيبرانية، تبرز تساؤلات حول كيفية تعامل القوى الكبرى مع هذه المنافسة، وما إذا كانت ستفضي إلى تعاون دولي أم إلى تصعيد جديد.
امتد تأثير “ديب سيك” إلى سوق العملات الرقمية، حيث أدى التراجع في أسهم التكنولوجيا إلى انخفاض قيمة “البيتكوين” والعملات البديلة، ما يعكس الترابط المتزايد بين الأسواق المالية التقليدية والحديثة. كما أن انخفاض تكلفة تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية مقارنة بالأمريكية قد يدفع الشركات لإعادة النظر في استراتيجياتها التسويقية، ويؤدي إلى تغييرات جذرية في هيكل الصناعة.
يبدو أن نجاح “ديب سيك” في تجاوز العقوبات وتقديم نموذج فعال منخفض التكلفة قد يعيد تشكيل المشهد التكنولوجي العالمي، ما يستدعي من الدول الصناعية إعادة تقييم استراتيجياتها لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.