اعلان
اعلان
مجتمع

رئيس الجماعة..صاحب سلطة أم صاحب مهمة

اعلان
اعلان

مما لا شك فيه أنه في بلدنا هذا أو في أي بلد آخر لابد أن نسمع عن منصب “رئيس جماعة” طبعا بصرف النظر عن اختلاف الثقافات و البيئة و المحيط الإجتماعي و النظام السياسي المطبق في كل بلد .
” رئيس الجماعة” هذا إذا ما عدنا به إلى الوراء ووقفنا به خصيصا عند تلك الوهلة الأولى من صدور قرار تعيينه و تسلم منصبه، بالضبط تلك اللحظات الخام و ما يعتريها من حماس و غبطة تجعل لسان صاحبها يتفوه بعشرات الأقاويل الكاذبة و بمئات بل و بآلاف الوعود الزائفة التي يستحيل أن تفعل على أرض الواقع و ستبقى حبيسة الشفة و اللسان .
و كما نرى اليوم و رأينا بالأمس و ربما سنرى غدا و في أيام قادمة أن صاحب هذا المنصب أضحى متهما بالتقصير و التسيب و التلاعب و الإستهتار بمصالح الناس و بمتطلباتهم و التفريط بالثقة الممنوحة من قبلهم، فما مدى أهمية هذا المنصب و هاته الرتبة التي تجعل صاحبها حبيس قفص الإتهام دوما، حاملا على ياقته صفة الشخصية المتلاعبة و الغير كفؤ على الإطلاق .
هذه الإتهامات طبعا لم تأتي من فراغ يكفي أن نقف لبرهة أمام المقر المخصص للجماعة و لنلتقط ملامح لأسى و اليأس و الإحباط المرسومة على وجوه المواطنين و المواطنات اللذين أنهكهم التماطل و التأخير و التأجيل لتسيير مصالحهم و شؤونهم من طرف الموظفين و الموظفات اه عفواااا أقصد الخادمين و الخادمات فهذا هو الواقع الذي من المفترض أن يتحقق هم مجرد خدم مسخر لخدمة الصالح العام لا أكثر و لا أقل، فبربكم ما مدى أهمية عملهم هذا الذي لا يتعدى بضع توقيعات روتينية عادية لا تأخذ من وقت صاحبها إلا بضع دقائق و لكن طبعا هم يفضلون المماطلة لأيام و لأسابيع و ربما لشهور، يتلذذون بالعزف على أوتار صبر الناس و مدى قدرتهم على التحمل والصمود .
طبعا لا يمكن لنا أن نستغرب هذه السلوكات الوظيفية الشاذة من طرف الأعوان عديمي الحس و الإحساس، ما دام الرئيس بحد ذاته لا يبدأ العمل عنده إلا بعد حلول العاشرة او الحادية عشر صباحا طبعا هذا إن كلف نفسه عناء الحضور، فنوم و راحة سيادته أهم بكثير، لينام هو و لتنم أيضا آمال الناس و انتظاراتهم، و إن تكرم و شرف بالمجيئ يبدأ في عقد إجتماع تلو الآخر…فبربك ما فائدة هذه الإجتماعات إذا لم تكن مسخرة لخدمة المواطن .
دون أن ننسى الإشارة الى الراحة التي يلتمسها في مكتبه فهو طبعا يختار لنفسه مكانا فسيحا مريحا مأثثا بأفخر أنواع الأخشاب و الموبيليا و مضاءا بأجود أصناف الإضاءات و المصابيح، يتلذذ بدفئ “الشوفاج” شتاءا و ببرودة المكيف الناعم صيفا بينما المكاتب و الفضاءات التي لها علاقة بمصالح المواطن فإلى الجحيم، حرصا منه على إغاظة هذا الأخير و ملئ قلبه بالحقد على مسؤولي الدولة بل و على الدولة ككل .
على كل حال ما هذه إلا مقدمة لم يترك لي أصحاب هذا المنصب مجالا لمدحهم و سبب هذا بالإضافة إلى كل الأسباب السالفة الذكر أنه بمجرد تسلمهم لهذا المنصب ترد مئات التظلمات و الشكاوى في حقهم و إن ترك المجال مفتوحا قد ترفع ضدهم عشرات القضايا و الدعاوى كلها تؤكد بشكل مباشر وغير مباشر أن متقلد هذا المنصب هو مسؤول فاشل و إداري متسيب، لاهم له إلا أن يقبض رواتبه و تعويضاته و حوافزه و أذون سفره و الإستمتاع بأيام راحته و عطله، ضاربا عرض الحائط بآمال الناس، صام الأذنين عن همساتهم، صرخاتهم، شكواهم، نجواهم، شجونهم، شؤونهم…فهل يظن الرئيس أن منصبه هذا تشريف و تكريم لشخصه أم تكليف لخدمة الشأن العام و هل غاب عن ذهنه أن في منصبه هذا مهما علا و كبر سيظل مجرد خادم متواضع مسخر لخدمة الوطن و المواطنين .
كلماتي و عباراتي هذه لم تكن موجهة لمسؤول معين أو لشخصية معينة بل هو كلام موجه لجميع أصحاب الكراسي الذين ينسون أنهم أصحاب مهمة لا أصحاب سلطة اللذين تغريهم ضخامة المكتب و الكرسي و الراتب الشهري و البدلات الرسمية إليهم أوجه قلمي و أطرح السؤال التالي ما السبب في نظركم الذي يجعل الفساد يدب في البلاد !!! لا داعي للتفكير مطولا و دعوني لأجيبكم السبب هو “تعيين الشخص الغير مناسب في المكان المناسب” و صفوة القول البحث سيبقى دائما متواصل وراء مسؤول حقيقي ليس عليه ممسك واحد لا من حيث الأمانة أو الإستقامة و لا من حيث السلوك الوظيفي، يبقى أرشيفه ناصع البياض لا تشوبه شائبة و سيطه عطر والرضا عنه في أوساط المواطنين و المواطنات دائما محقق .

اعلان

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى